الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بتأنيب الضمير تجاه ما كنت أفعله مع أختي، أفيدوني.

السؤال

السلام عليكم

أختي الصغرى كانت تعاني من إعاقة بالدماغ، وكنت أعتني بها جيدًا، ولكنني في بعض الأوقات عندما أغضب منها كنت أضربها.

توفيت قبل 7 أشهر عن عمر 19 سنة، وأعيش بتأنيب الضمير لأنني كنت أضربها، رغم أنني كنت أحبها كثيراً وأعتني بها جيداً، ولكنني لم أكن أسيطر على أعصابي في بعض الأحيان.

ضميري يؤنبني وأشعر أنها حزينة بسببي، ولهذا لا أستطيع العيش مع عذاب الضمير، فكنت أقرب شخص لها بالعائلة، وحبي لها كان كبير جداً إلى الآن، ولكن منذ وفاتها لا أستطيع ممارسة حياتي بشكل طبيعي، تفكيري بها كبير، هل قصرت معها؟

كنت مخطئة، حزينة وأبكي عليها كثيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

بداية نرحب بك في موقعنا، ونسأل الله أن يكتب أجرك على وقوفك مع أختك -رحمها الله- والجواب على ما ذكرت:

- لا شك أن سؤالك عما حصل يدل على صلاحك، وأنك تخافين من الله على تصرفك بعصبية مع أختك، وأنا أحاول أن أساعدك للخروج من هذا التفكير، والشعور بتأنيب الضمير.

- ومن المعلوم إنك كنت قائمة على شئون أختك، ولا شك أن أختك كانت تقدر لك ذلك، ولعلك لو عدت إلى شريط الذاكرة إلى الوراء لوجدت أنها لا تحمل عليك في نفسها مما يحصل منك نادرا من عصبية عليها، بدليل أن العلاقة بينكما كانت طبيعية، ومعلوم أن الإخوة يختلفون في البيت الواحد، ولكن تجد بينهم المؤدة والتسامح، ولا يحمل أحد في نفسه على أخيه.

- ومن جانب آخر لعلك كنت بعد كل موقف تخطئين فيه في التعامل مع أختك كنت تعتذرين منها، فإذا حصل هذا فلا داعي لتأنيب الضمير.

- ومن جانب ثالث لو سلمنا أنك أخطأت في حق أختك، ولم يحصل العفو والمسامحة منها في حياتها، فإن اللازم عليك شرعا التوبة إلى الله، ثم تكثرين من الدعاء والاستغفار لأختك، والتصدق عنها بما يتيسر، وبهذا تكونين قد فعلت ما يلزم عليك في رد المظلمة، وأنت قد أحسنت لأختك كثيرا في حياتها، فالله سيغفر لك -إن شاء الله-، ويعوض أختك نعيما وخيرا في الآخرة حتى تعفو عنك.

- وأخيراً عليك أن تكون حياتك حياة طبيعية، ولا داعي للحزن والقلق، ولا البكاء فأنت على خير كثير، فإن مما يزيل حزنك أنك كنت محسنة لأختك في حياتها، وأنت من البشر، وكل بني آدم خطاؤون، ونحن نتبع ما جاء في شرعنا إذا أخطأنا مع الآخرين، كما بينت لك، وهذا كاف، واحذري من المبالغة في الحزن، حتى لا تتعطل حياتك وتفقدين السعادة والهناء فيها؛ لأن هذا من مداخل الشيطان على النفس.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً