الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أوصل ما أحس به إلى خطيبتي؟

السؤال

السلام عليكم.

كيف أوصل لخطيبتي الإحساس بما أقول لها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ حساني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك التواصل والاهتمام، نسأل الله أن يجمع بينك وبين هذه الفتاة في الحلال، وأن يحقق لكم السعادة والآمال، ونكرر شكرنا لك على الاهتمام بمثل هذا السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينيكم دائمًا على الخير.

لا يخفى على أمثالك من الفضلاء أن الخطبة ما هي إلّا وعدٌ بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في الكلام، وإنما هدف الخطبة - وهو شيء شرعي – هدفها تحقيق التعارف وأيضًا إتاحة الفرصة لكل طرف أن يسأل، وكذلك التخطيط الجاد للحياة المستقبلية بعد ذلك.

ونحن دائمًا نوجّه نصائح للخاطب وللمخطوبة، أول هذه النصائح:
ندعوكم ونذكّركم بضرورة الدعاء لأنفسكم، وسؤاله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد.

كذلك أيضًا ننبه إلى عدم إطالة فترة الخطبة؛ لأنه إذا حصل التوافق والميل والانشراح والارتياح فينبغي أن تُعجّلوا بتحويل هذه الخطبة إلى عقد نكاح حتى تكملوا مشواركم في الحياة.

كذلك أيضًا ضرورة الالتزام بآداب وأحكام فترة الخطبة من الناحية الشرعية، فإن الذي ينظر إلى واقع الناس يجد هناك مخالفات، وتوسّع في أمورٍ لها آثار سالبة على كل الأطراف.

كذلك أيضًا من مصلحتكم أن توفّروا المشاعر إلى مرحلة ما بعد الزواج، فإن مخزون المشاعر قد يختفي بعد ذلك عندما نتوسّع بها في هذه المرحلة، وأعتقد أن مرحلة الخطبة ينبغي أن يتقدَّم فيها العقل ليساعد في التخطيط وبرمجة الحياة – كما أشرنا -.

كذلك أيضًا تجنُّب كثرة الزيارات والاتصالات وطول المكالمات، لأنها تؤول إلى أمور وتفتح أبوابا أنتم في غنى عنها.

كذلك أيضًا – كما أشرنا – المسارعة إلى تحويل الخطبة إلى عقد نكاح.

أما ما تُريد إيصاله من المشاعر فقد وصل أولاً باختيارك لها دون غيرها، وبرضاها بك، ثم كذلك بالتواصي بينكم بما فيه الصلاح والصلاة والمصلحة، وأيضًا من مشاعر الحب التي ينبغي أن تهتمُّوا بها أن يسعى كل طرفٍ في تطوير مهاراته من أجل أن يُسعد الطرف الآخر في مستقبل أيام الحياة.

كذلك أيضًا تجويد وتحسين العلاقات مع أسرة كل طرف، يعني: عليها أن تجتهد في تحسين العلاقات مع والدتك وأخواتك، وعليك أن تُحسن العلاقة وتتواصل مع أهلها، لأن العلاقة الزوجية ليست مجرد علاقة بين شاب وفتاة، لكنّها علاقة بين بيتين وبين أسرتين، وربما علاقة بين قبيلتين.

وصيتنا لكم بتقوى الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يجمع بينكم على خير، وأن يكتب لكم التوفيق والسداد والنجاح، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً