الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالة أمي الصحية أصابتني بتوتر دائم وخوف أفقدني لذة الحياة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في العام الماضي تعرضت أمي لأزمة صحية تقلبت بنا حتى شاء الله، وكتب لنا معرفة السبب، وقدر الله بعد عناء أن تتعالج ولو ببطأ، وطوال تلك الفترة كنت أعتني بها وبعلاجها، وقبل عشر سنوات كنت أرعى حالتها الصحية، لكن في آخر أزمة صحية ومع بدء تعافيها أصبح يلازمني قلق وخوف أن تمرض.

أي ألم يصيبها ينتابني شعور قلق وعدم ارتياح، أصبحت أعيش في خوف أن يصيبها مرض، وإن مرضت يلازمني كثرة التفكير إلى الحد الذي لا أمارس فيه نشاطاتي الاعتيادية بارتياح، (وأتمنى أن أذهب إلى أي مكان، فقط أخرج لعلي أرتاح قليلا من التفكير بها وبرعايتها (ليسامحني الله: ليس ملل بل تعب نفسي ربما).

أذكر نفسي دوما أن لا شيء تحت السيطرة، كل شيء بيد الله، لم أعاني من مثل هذه الحالة سابقاً، أتساءل أحياناً: ربما أنا متعبة نفسياً؟ وأخشى أن أصاب بمرض نفسي، علما أنني أصلي وأقرأ القرأن، وقريبة من الله بالقدر الذي أتمنى أن يراه الله مني.

هل من نصيحة تنفعني؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، رسالتك طيبة بارك الله فيك، وأعتقد أن الذي حدث لك هو نوع من الإجهاد النفسي، يظهر أنك بارة جداً بوالدتك، فجزاك الله خيراً على ذلك، وكثيراً ما نشاهد بعض الذين يبرون والديهم أحدهما أو كلاهما، خاصة إذا كانت هنالك ظروف مرضية ويتفانون في خدمتهم وبرهم، قد ينتهي بهم الحال لما نسميه بالاحتراق النفسي.

وهذا بالفعل شعور يأتي للإنسان، قلق توقعي وسواسي كيف أستطيع أن أقدم إذا مرضت والدتي أو والدي؟ ما الذي سوف يحدث، هذه الأفكار السلبية قد تراود الإنسان، وربما يكون هنالك مزاج اكتئابي بسيط، فأنا أعتقد أن هذا ينطبق عليك، وأنا أقول لك لا تتوجسين أبداً أنت تقومين برسالة عظيمة، الله فتح لك بابا عظيماً من أبواب الجنة، ولا تتخوفي حول المستقبل، فالأمر بيد الله، وأسأل الله تعالى أن يعافيك وأن يعافي والدتك، وإن احتاجت والدتك لخدمتكم -فإن شاء الله تعالى- أنت سوف تلبين ذلك، وأسأل الله أن يعيطك القدرة والقوة لأن تخدميها، فلا تنزعجي أبداً وعيشي الحياة بقوة وبأمل وبرجاء، نظمي وقتك، لأنه حتى الذين يتفانون في خدمة والديهم عند الحاجة إذا نظموا الوقت وأخذوا قسطا كافيا من الراحة لا تواجههم أي مشاكل أو صعوبات.

الحمدلله أنت تصلين وتقرئين القرآن، وأسأل الله تعالى أن يزيدك في التقوى ويثبتك ويثبتنا على المحجة البيضاء، فنصيحتي لك يجب أن تفرحي وتكافئين نفسك بهذا البر لوالدتك ولا تخافي أبداً حول المستقبل، وعيشي الحياة بقوة وبأمل، وتعلمي تنظيم الوقت هذا مهم جداً؛ لأن تنظيم الوقت وتحديد الأسبقيات وتنظيم الوقت يجعل الإنسان يقوم بكل شيء، يرفه عن نفسه يقوم بواجباته، يؤدي عباداته، يمارس رياضة، يتواصل اجتماعياً، يقوم بأعمال المنزل، هذا كله يمكن للإنسان أن يقوم به ما دام منظم لوقته.

لا أعتقد أبداً أنك في حاجة لأي نوع من العلاج الدوائي أبداً، كل المطلوب منك هو التفكير الإيجابي وأن تحسنين إدارة الوقت، وإن كان بالإمكان أن تمارسين أي نوع من الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة أراه أيضاً سيكون أمر تأهيلياً جيداً ويرتقي بصحتك النفسية -إن شاء الله تعالى-، ويسعدني تماماً أن تتواصلي معنا في المستقبل إذا كنت بحاجة لذلك.

بارك الله فيك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً