الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني منذ الصغر من أعراض فصام شديدة

السؤال

السلام عليكم.

أنا اسمى محمد من مصر أبلغ من العمر 28 سنة، ومؤهلي العلمي دبلوم فني صناعي، عندي مشكلة كبيرة جداً في حياتي منذ صغري، وهي أنني انطوائي وجبان وقلق، ولست صاحب قرار!

ضعيف الشخصية منذ أن كنت صغيراً، وأنا منعزل اجتماعياً، وأنسحب من كل موقف فيه تجمع لأشخاص، باستثناء القريبين جداً مني كأبي وأمي وأخوتي، وهكذا أنا فى كثير من الأحيان أكلم نفسي كما لو أن أحداً يحدثني ويكلمني، وأتخيل موقفاً في رأسي أتفاعل معه في الواقع.

أخاف كثيراً من الآخرين خصوصاً من هم في سني وشباب مثلي، وبالذات إذا شعرت من ناحيتهم أنهم أقوياء الشخصية ومرحون ومنفتحون على الآخرين خشية أن أقع في سخرية منهم.

في كثير من الأحيان أيضاً أرتبك وأتلعثم وأفقد القدرة على تجميع أفكاري في رأسي، والكلام يطير من دماغي وأرتبك وأسكت وأظل ساكتاً أمام أشخاص بعينهم حتى أذهب، ودائماً ما أكون جباناً وأهرب من المواجهة وإن اضطررت للمواجهة قلبى يظل يدق بشكل قوي، وركبتاي أشعر فيهما بقشعريرة، وأشعر أنني أريد أن أتبول، وأكون متوتراً وخائفاً، وغالباً ما أفسر كلام الآخرين بشكل سلبي وكأنه موجه إلي أنا.

آخذ الكلام على نفسي طول حياتي، ولهذا لم أستطع أن أكون صداقات على الإطلاق، وطول عمري وأنا وحيد منطو ومنعزل تماماً، وأريد أن أعرف ما هي مشكلتي وما حلها؟

مع العلم أني ذهبت لأكثر من دكتور نفسي ولم أجد حلاً لمشكلتي، كلهم أعطوني أدوية والأدوية لم تعطني نتيجة.

أرجو كتابة أدوية لي يكون إن شاء الله فيها الشفاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من خلال الاستشارة -ما شاء الله- وصفت ما تعاني منه وصفاً دقيقاً، وما تعاني منه مشكلة في الشخصية كما اتضح من وصفك، تعاني من سمات في الشخصية تجعلك دائمًا عديم الثقة في النفس، وعندك نظرة دونية لنفسك، ولذلك عندك مشكلة في التعامل مع الآخرين، والمواجهة في الحياة العادية.

ليس هذا مرضًا نفسيًّا، هذه سمات في الشخصية، سمات تتطلب علاجًا – أخي الكريم – وعلاجه الرئيسي نفسي وليس دوائيًا، هناك الآن علاجات نفسية لتقوية الشخصية، من خلال مهارات معيّنة، تُعطى لك بالتدرّج، ويُطلب منك تطبيقها، ويتمّ المراجعة أسبوعيًّا، علاج تقوية الشخصية، دعم الشخصية وتقويتها.

هذه علاجات نفسية معروفة عند المعالجين النفسيين، الدواء هنا قد يُساعد؛ لأن هذه المنظومة النفسية تحتاج إلى وقت حتى يتم التغيير، تحتاج إلى شهور عديدة – إن لم نقل سنوات – حتى يتم تغيير هذه السمات في الشخصية، وتنقلب إلى سمات إيجابية.

في هذا الأثناء قد تأخذ أدوية للمساعدة، وأنا لا أدري ما هي الأدوية التي أخذتها، ولكن عادة الأدوية التي من فصيلة الـ SSRIS مثل الـ (سبرالكس) مثلاً أو الـ (سيرترالين) أو الـ (باروكستين) هي مفيدة في هذه الأشياء، أو أدوية الـ SSNRS مثل الـ (فلافاكسين) مثلاً، ويجب أن يتم كل هذا – كما ذكرتُ – تحت إشراف طبيب نفسي.

أكرِّر: علاجك الرئيسي هو علاج نفسي في المقام الأول، علاج نفسي لتقوية الذات، والعلاج الدوائي ما هو إلا مساعد.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً