الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالظلم والقلق والخوف، فهل من أمل؟

السؤال

السلام عليكم.

في هذه الفترة الأخيرة أصبحت أعاني من قلق خوف وتوتر من المستقبل، لقد تعرضت إلى الكثير من الصدمات والحوادث التي قلبت حياتي، وجعلتني دائما في خوف وقلق واضطرابات.

أنا أصلي، وأقرأ ما تيسر لي من القرآن، لكن بالرغم من ذلك لا أستطيع نسيان الماضي المؤلم، لا أعرف ما الحل؟ ليست لي الرغبة في الحياة، فأنا أشعر بأن الحياة ظلمتني بما فيه الكفاية.

أرجو من سيادتكم الحل ليكون لي بصيص أمل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك -أختي العزيزة- وأهلاً وسهلا بك في الموقع، وأسأل الله تعالى أن يفرج همك، ويكشف غمك، وييسر أمرك، ويشرح صدرك، ويرزقك التوفيق والسداد، وسعادة الدنيا والآخرة.

ما تشعرين به من متاعب نفسية كثيرة نتيجة أحداث وصدمات كثيرة، أمر قد ابتلي به الكثير من الناس نتيجة ضغوط الحياة المتنوعة مؤخرا، لاسيما في تأثيرها على الشخصيات ذات الحساسية العالية والانفعال الزائد والعاطفة المرهفة، ولاسيما النساء لرقة في طبعهن وحساسية مشاعرهن، فكيف إذا اجتمعت على الإنسان ضغوط خاصة في البيئة الخاصة به في البيت والمدرسة والعمل وغيرها؟

ومما يسهم في التخفيف من الضيق والخوف والقلق والتوتر والاكتئاب، أن تستحضري - حفظك الله وعافاك - أن الحياة الدنيا قد طبعت على الابتلاء، واستحضار فضيلة الصبر على البلاء، والرضا بالقضاء وماأعده الله تعالى للصابرين والشاكرين من عظيم الثواب والجزاء، ومما يسهم في مواجهة المتاعب النفسية، محاولة التغافل عنها ونسيانها والاهتمام بإصلاح واقعك وحياتك بتطوير ذاتك.

ما مضى فات والمؤمل غيبٌ ** ولك الساعة التي أنت فيها

يجب مواجهة متاعب وضغوط الحياة بتعميق الإيمان بطلب العلم النافع والعمل الصالح، ولزوم الطاعات والأذكار، والاهتمام بالقراءة في كتب المواعظ والسيرة، ومتابعة المحاضرات والبرامج النافعة، والترويح عن النفس بالنزهة والزيارة، والقراءة وشغل الوقت فيما ينفع كمتابعة الدراسة والعمل ونحوه.

كذلك أهمية إعطاء النفس حقها من النوم والاسترخاء، ومزاولة الرياضة لتفريغ الطاقة السلبية، ولزوم الصحبة الصالحة التي تسهم في تفريغ شكواك له وتعينك على مواجهة المتاعب بالنصح والتذكير والتحفيز ووضع مايلزم من حلول، على أن كثرة الشكوى لها مخاطر في تجديد الأحزان وسوء ظن الناس.

ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة ** يواسيك أو يسليك أو يتفجع

ومن الضروري هنا مراجعة طبيبة نفسية مختصة إذا لزم الامر، لتوصي بعلاج دوائي أو سلوكي، وقد صح في الحديث: (ما أنزل الله داء إلا جعل له دواء).

وعليك بحسن الظن بالله والصلة به وطاعته والاستعانة به والتوكل عليه سبحانه، وعدم اليأس والقنوط من رحمته سبحانه، واللجوء إلى الله تعالى بالدعاء عن حضور عقل وخشوع قلب.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ويعافيك.. آمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً