الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع النوم بشكل كاف حتى مع الأدوية.

السؤال

السلام عليكم.

منذ عشرة أيام لا أستطيع النوم بشكل جيد غير ساعتين فقط، وأحيانا لا أنام مطلقا، وأحيانا أشعر بحرارة في رأسي، وبرودة وقشعريرة ومخاوف ووساوس وتعب إن لم أنم، مما سبب لي الإرهاق والتعب والتوتر، فذهبت إلى الطبيب ووصف لي دواء ميرزاجن 15ملغ لمدة 15 يوم.

تناولت الدواء لمدة 3 أيام، وشعرت بتحسن في النوم، وتحسنت نفسيتي فتركت الدواء وقلت في نفسي: لا أحتاج الدواء لكنني لم أستطع النوم مطلقا، فرجعت للدواء ولكن لم يعطني أي نتيجة في تلك الليلة، والليلة التالية نمت فقط 3 ساعات، ولكن بعد عناء وأحلام غريبة عجيبة.

أنا ربة منزل، وغدا رمضان، أريد أن أكون بصحة جيدة لكي أستطيع الصيام والقيام بواجبات زوجي وأولادي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليما حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طبعًا الطريقة الأسلم هي أن يبحث في أسباب اضطراب النوم هذا، هل هو لظرفٍ عارض، هل هو لعُسْرٍ في المزاج أو ظهور بوادر اكتئاب، أو قلق أو توتر؟ فلا بد أن يُبحث عن السبب، وأحيانًا تكون الأسباب بسيطة وواهية جدًّا، مجرد أن يُغيّر الإنسان في وقت نومه، أو يُغيّر فراشه، هذا قد يؤدي إلى اضطراب في النوم، أو أن يُكثر الإنسان مثلاً من تناول الشاي والقهوة بخلاف عادته الماضية.

عمومًا: قصدتُّ من هذه البداية: إذا كان هنالك سبب يجب أن تحاولي إزالته، وقطعًا لو ثبَّتِّ وقت النوم ليلاً هذا يكون أفضل، وتجنبي النوم بالنهار، وقلِّلي من تناول الشاي والقهوة، هذا مهمٌّ جدًّا، خاصَّة في فترات المساء.

لا مانع مثلاً أن تتناولي فنجانا من القهوة أو الشاي بعد الإفطار، لكن بعد ذلك لا أنصحك به إلَّا في وقت السحور مثلاً.

وإن كان بالإمكان أن تمارسي أي رياضة داخل المنزل هذا سوف يُساعدك.

أنا ألاحظ أن القلق الآن أصبح إضافة جديدة تمنعك من النوم، لأنك تقلقين وتوسوسين حول النوم، فأنا أنصحك أن تستمري على تناول الـ (ميرتازبين) بجرعة 15 مليجرام كما هو، تستمري عليه لمدة شهر، ثم تجعلي الجرعة 7.5 مليجرام -أي ربع حبة- لمدة أسبوعين، ثم ربع حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعان آخران، ثم تتوقفي عن تناوله. الدواء دواء سليم وفاعل.

وأنا أعتقد أنه سيكون أيضًا من الجيد أن تتناولي أحد مضادات الوساوس والمخاوف، بجرعة صغيرة جدًّا. عقار (سيرترالين) ممتاز، ويُسمَّى تجاريًا (زولفت) أو (لسترال)، دواء فاعل جدًّا، وأنت تحتاجين له بجرعة صغيرة، خاصَّةً أن عمرك هذا هو العمر الذي قد يبدأ الاكتئاب عند النساء في شكل قلق ومخاوف، لا تتخوّفي من هذه النقطة، فهي حقيقة علمية وددتُّ أن أذكرها لك حتى نُعالج الأمر بصورة صحيحة من الآن.

فإذًا ابدئي في تناول السيرترالين بجرعة نصف حبة يوميًّا، تناوليها مع السحور أفضل، لأن تناوله بالنهار أفضل، استمري عليها لمدة عشرة أيام، ثم تناولي الدواء بمعدل حبة واحدة لمدة ثلاثة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، علمًا بأن الجرعة الكلِّية هي أربع حباتٍ في اليوم – أي مائتين مليجرام – لكن لا أراك في حاجة لهذه الجرعة.

بعد انقضاء الثلاثة أشهر اجعلي الجرعة نصف حبة يوميًّا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

فإذًا تناولي الدوائين بالكيفية التي ذكرتُها لك، وهذه جرعات صغيرة جدًّا من أدوية سليمة، وطبِّقي الإرشادات التي ذكرتُها لك، واحرصي على الأذكار حرصك على تناول الدواء، خاصَّة أذكار النوم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وتقبّل الله صيامكم وطاعاتكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً