الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعراض حالة عدم التكيف وعلاجها

السؤال

أنا طبيبة عراقية، وسافرت إلى سلطنة عمان قبل شهرين ولم أجد عملاً هنا؛ فتغيرت طبيعة حياتي، ولم يعد لي أصدقاء للتكلم معهم، ووجدت طبيعة المجتمع تختلف عن ما هو في العراق؛ فحدثت لي حالة شديدة من الاكتئاب، وعدم التركيز وقلة النوم، وغثيان شديد، وألم شديد في المعدة، وزيادة نسبة الحموضة، وارتفاع سكر الدم.

ولدي رغبة شديدة في العودة إلى العراق، ولكني لا أستطيع العودة بسبب سوء الظروف في العراق وارتباطي بعائلتي هنا، أنا الآن بين نارين نار البقاء مع سوء حالتي الصحية ولا أستطيع ترك أطفالي وزوجي هنا وحدهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نضال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض التي وردت في رسالتك تدل على أنه قد حدث لك نوعٌ من عدم القدرة على التكيف، وذلك بعد انتقالك من العراق إلى سلطنة عمان.

هذه الأعراض التي حدثت لك من اكتئاب وقلةٍ في التركيز، واضطرابٍ في النوم، وشعورٍ بآلام المعدة، والحموضة، هي من صميم عدم القدرة على التكيف، والذي يظهر في شكل نوبة اكتئابية بسيطة.

الأمر بالنسبة لك يتطلب الصبر والتأني، خاصةً أن مدة الشهرين ليست بالمدة الطويلة، وبما أنه يُعرف أن اضطراب عدم التكيف أو عدم الموائمة يحدث دائماً في الثلاثة الشهور الأولى، فأرى أنك ببعض التفكير والصبر سوف تجتازين هذه المرحلة -بإذن الله تعالى- خاصةً أن المجتمع العماني هو مجتمع مسلم وعربي، وأنا على يقين كامل أنه يوجد الكثير من الإخوة العراقيين في المنطقة، وبما أنك طبيبة ومؤهلة سوف يكون بإذن الله وجود العمل بالنسبة لك ليس مستحيلاً، ولكن القضية قضية وقت، فأرجو أن تظلي في البحث عن العمل، والحمد لله أن زوجك وأسرتك معك، وهذا في حد ذاته شيء إيجابي.

ربما يكون من المفيد لك أيضاً أن نصف لك دواءً بسيطاً، مثل (موتيفال)، يمكن أن تتناوليه بمعدل حبة واحدة ليلاً، لمدة أسبوعين، ثم حبة صباحاً ومساء لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك حبة واحدة لمدة أسبوعين.

أنا على قناعةٍ تامة أن العلاج بالنسبة لك هو أن تحاولي كل جهدك التكيف على الظروف التي تعيشيها الآن، خاصةً وأن هذه الظروف ليست بالسلبية الشديدة، وإن كنتِ قد افتقدت بعض الأمور التي كانت في حياتك أثناء تواجدك بالعراق.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً