الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل حالتي تدل على الفصام؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكرا لموقعكم الجميل، وجزاكم الله خيرا.

مشكلتي أني أراقب نفسي ليلا ونهارا، وأقارن نفسي بالآخرين، وانقلبت حياتي رأسا على عقب، فعندما أتكلم مع شخص تبقى فكرة في رأسي حول حالتي، عندما أخرج وأتكلم أشعر بفكرة في رأسي، وأحارب هذا التفكير، وتأتيني نوبات في دماغي لا أعرف كيف أصفها، أشعر أني مختلف عن الآخرين، وكيف أعيش معهم، على الرغم أني أعرف كل شيء، لكن أحيانا تأتيني هذه الفكرة وكأن شخصا آخر في جسدي ودماغي، وأحيانا أحاور نفسي في أي موضوع، وأشعر بأن نفسي تتكلم معها، حتى أشعر بالإحباط، وأني غير موجود في الواقع، وأحيانا أفكر في الانتحار، ولا أستطيع تفسير ما يحدث أمامي وكأني مجنون، فما هي مشكلتي؟ وما سبب ذلك؟ هل أنا مصاب بالفصام؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في هذه السنّ – سنّ المراهقة – قد تمرُّ على الشخص كثير من التحولات والتغيُّرات النفسية، ويمرُّ بمرحلة قلق وتوتر، ومحاولة استكشاف النفس، وأشياء فلسفية أخرى، وما تحس به – أخي الكريم – هو عبارة عن قلق وأعراض اضطراب الأنّية، وهو شعور بالغربة في داخل النفس، كأنه غريب، والأشياء من حوله غريبة أيضًا، ونوع من الوساوس، وقد يكون هنالك بعض الاكتئاب.

ليس لديك أي أعراض فصام، الفصام مرض عقلي، وتكون به ضلالات فكرية وهلاوس سمعية وتغيرات سلوكية غير طبيعية.

كل الذي ذكرته أو وصفته ليست به أعراض فصام، كما ذكرت هي أعراض قلق وتوتر واضطراب الأنّية، وهو أيضًا نوع من القلق والتوتر.

لا أدري ما السبب، ولكن كما ذكرتُ لك هذه الفترة التي يمر بها الشخص تمر عليه بتقلُّبات نفسية كثيرة، وأيضًا هنالك طبعًا ضغوطات الدراسة في هذه المرحلة، وبالذات إذا بدأت الدراسة الجامعية، وأيضًا هل هناك مشاكل أسرية أمَّاذا؟

تحتاج – أخي الكريم – إلى الذهاب إلى طبيب نفسي لعمل تقييم شامل لحالتك، ومن ثمّ وضع العلاج المناسب، لا تحتاج إلى أدوية في الوقت الحاضر، وإذا كانت هنالك مشكلة في التواصل مع طبيب نفسي فنصيحتي لك بمحاولة تجاهل هذه الأشياء، وممارسة الرياضة، وبالذات رياضة المشي يوميًا، فهي تؤدي إلى الاسترخاء.

ضع لنفسك روتينا يوميا تلتزم به، وحاول أن يكون عندك أصدقاء تتواصل معهم، حتى وإن كان عن طريق الواتساب أو الفيسبوك، لا تخلو بنفسك كثيرًا؛ لأن الخلوة بالنفس يؤدي إلى هذه الأفكار السلبية، ويؤدي إلى القلق ومزيد من التوتر.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً