الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأعراض التي تعاني منها زوجتي نفسية أم جسدية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوجتي تشعر برعشة في جسمها كله منذ 3 أشهر، مع ضيق في التنفس، وعدم السيطرة على أعصابها، وتنميل في الرأس والأطراف يستمر لعشر دقائق تقريبا، ومع إحساسها بقرب الموت (تقول سأموت).

ذهبت لعدة أطباء، وعملت الفحوصات اللازمة، وتحليلا للدم، فكل النتائج ممتازة، في البداية كانت تشعر بهذه الأعراض في الشقة، وحاليا أصبح الموضوع متكررا في كل مكان، وأكثر من مرة في اليوم وفجأة، فهل هذه أعراض الغدة الدرقية أم الهلع؟ ودائما على غير طبيعتها، ففي السابق كانت تحب المزاح والضحك، والآن ساكتة طوال الوقت، ومثلا إذا المروحة تشتغل في الحر تشعر بالبرودة، وإذا قامت بالاستحمام تشعر بالبرودة أيضا، ونومها قليل، وإذا نامت تنام وبصعوبة.

شكرا لحضراتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على الثقة في هذا الموقع وعلى الاهتمام بأمر زوجتك.

هذه السيدة الفاضلة يظهر أنه لديها بالفعل نوبات هرع أو نوبات فزع، وهذه النوبات بما يستصحبها من أعراض نفسية وجسدية قد تُدخل الإنسان في عُسر مزاجي، لذا – كما تفضلتَ –أصبحتْ زوجتك منعزلة نفسيًّا واجتماعيًا بعض الشيء، لأنها تحسّ بشيء من الضجر الداخلي والملل.

أخي: هذه الحالات تُعالج إن شاء الله، وبالنسبة لموضوع الغدة الدرقية: طبعًا أنت ذكرت أنها قد عملت الفحوصات، وفحص الغدة الدرقية فحص سهل جدًّا وبسيط جدًّا، فإن لم يكن قد تمَّ هذا الفحص فأرجو القيام به لمجرد التأكيد فقط.

بالنسبة لتخوفك حول موضوع الغدة: أعتقد أنك قد ربطه بشعورها بالبرودة في الحرِّ، وحتى بعد الاستحمام أيضًا تحسُّ بهذه البرودة. والتأكد من وظائف الغدة الدرقية أعتقد أنه أمرٌ سهل وبسيط، وإن كنتُ أرى أن الحالة هي حالة هرع وفزع نتج عنه اكتئاب ثانوي بسيط، وأنت ذكرت أنه أيضًا لديها اضطرابات في النوم.

أخي: طبعًا الوضع المثالي أن تذهب بها لطبيب نفسي، هذا هو الوضع الأفضل والوضع المثالي، ومحتاجة قطعًا لعلاج دوائي، دواء مثل الـ (سبرالكس) سيكون دواءً رائعًا بالنسبة لها، وربما تحتاج أيضًا لجرعة صغيرة من عقار (ميرتازبين) يُساعدها على النوم. يمكن أن أصف لك جرعة هذه الأدوية: السبرالكس تبدأ بنصف حبة (خمسة مليجرام) صباحًا، لمدة أسبوع، ثم تجعلها عشرة مليجرام صباحًا، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، هذه قد تكون مدة كافية جدًّا، أمَّا إن لم تتحسّن بعد الشهر الثاني في العلاج يجب أن تُرفع الجرعة إلى عشرين مليجرامًا، وهنا أعتقد ستكون مقابلة الطبيب النفسي ضروريًا.

بالنسبة للميرتازبين – والذي يُسمَّى تجاريًا ريمارون – تتناوله بجرعة ربع حبة (7,5 مليجرام) ليلاً، هذا سوف يُحسِّنُ نومها كثيرًا، ونومها إن لم يتحسَّن ربع الحبة يمكن أن تجعلها نصف حبة – أي 15 مليجرام – وتستمر عليها مثلاً لمد شهر، وبعد ذلك تتوقف عن تناوله.

أخي: طبعًا مساندتك لها وتشجيعها؛ هذا سوف يكون دعمًا نفسيًّا كبيرًا ومهمًّا. أيضًا إذا استطاعت أن تمارس رياضة المشي أعتقد أن ذلك سوف يكون مفيدًا لها تمامًا، وأيضًا التواصل الاجتماعي نراه علاجًا أساسيًّا وضروريًّا جدًّا لمثل هذه الحالات.

التدرُّب أيضًا على تمارين الاسترخاء – تمارين الشهيق والزفير المتدرج – فائدتها العلاجية كبيرة جدًّا، فيا أخي: يمكن للأخصائي النفسي أن يُدرِّبها على هذه التمارين، أو يمكنها من خلال الدخول على أحد مواقع الإنترنت، على اليوتيوب، سوف تجد برامج ممتازة لكيفية ممارسة هذه التمارين.

والدعاء – يا أخي – أيضًا سلاح عظيم، ادع لها بالعافية والشفاء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً