الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد ولادتي واشتباه كورونا في أحد أقاربي أصابني الهلع

السؤال

ولدت منذ ٢٠ يوماً، وبعد الولادة أصيب شخص في عائلتي بمرض اشتباه كورونا، ومن يومها أصابني الخوف والهلع، وكثرة التفكير، وخفت أن يكون مصاباً فعلاً، وأن تنتقل العدوي لي ثم لابنتي.

أصبحت الفكرة مسيطرة علي بشكل كبير، ولا أستطيع ممارسة حياتي، بعدها أصبحت أخاف من كل شيء، أخاف من فقد أهلي، أخاف من موتي، أخاف من أن يحدث مكروه لأي شخص أحبه.

أحس أني ضعيفة، لن أستطيع أن أتحمل هذا الفقد، بالإضافة إلى أني ليس لي رغبة للأكل على الإطلاق.

أحس بصداع دائم، وضغطي منخفض، ذهبت للطبيب النفسي وأعطاني عقار الفافرين، وزولام ولكني ترددت في أخذه خوفاً على الرضاعة، وخوفاً من إدمانه.

أنا الآن آخذ الفافرين فقط منذ ٣ أيام، متى يظهر تأثيره؟ وما الخلل الذي حدث لي بعد ولادتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الولادة نفسها تُشكّل عمل ضغط للمرأة، وكثير من النساء بعد الولادة يمروا بلحظات من الضيق والتوتر، ولكن لا تستمر طويلاً، وفي حوالي عشرة بالمائة من النساء قد يُصبن بنوبة اكتئاب بعد الولادة، وبالتالي تحتاج لعلاج.

الولادة نفسها مصدر ضغط نفسي، وتُسبب بعض أعراض القلق والتوتر.

ثانيًا: جائحة الكورونا – أختي الكريمة – هيئة الصحة العالمية في منشورات عديدة أوضحت انتشار القلق والتوتر في جائحة الكورونا، وبالذات نوبات الهلع والقلق والوساوس القهرية؛ فهذا هو سبب ما حصل معك أختي الكريمة.

أمَّا بخصوص العلاج: الفافرين طبعًا لا يُسبب الإدمان على الإطلاق، هو من فصيلة الـ (SSRIS) المضادة للاكتئاب والقلق والتوتر، ولا يُسبِّب الإدمان.

الـ (زولام) طبعًا قد يُسبب التعوّد إذا استمر عليه الشخص لفترة طويلة، ولكن استعماله لأسبوعين أو ثلاثة أو حتى شهر إلى ثلاثة أشهر لا يُسبب الإدمان.

الـ (فافرين) يبدأ مفعوله بعد أسبوعين، ويحتاج إلى ثلاثة أسابيع أو شهرٍ حتى يُحدث مفعولاً واضحًا، وتبدأ الأعراض في الزوال. فننصحك بالاستمرار عليه – أختي الكريمة – مع محاولة الاسترخاء عن طريق شغل النفس بأشياء أخرى، ومحاولة عدم التفكير السلبي بقدر المستطاع، وعدم الاطلاع أو مشاهدة التلفزيون ووسائل الإعلام وأخبار الكورونا، لأنها قد تزيد الهلع والتوتر عندك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً