الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج اضطراب الهلع والقلق والتوتر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أصبت بالخوف والقلق من الإصابة بكورونا، بحكم عملي كحارس أمن في مؤسسة بنكية، خاصة بعد إصابة مستخدمة في البنك بالأنفلونزا، فدخلت في حالة قلق وتوتر وخوف من تأكيد إصابتها بالوباء، فاستمر الحال لمدة 20 يوما، حتى تأكدنا من سلامتها.

في شهر رمضان الكريم شعرت بتعرق وقشعريرة وضيق في التنفس وحرارة وبرودة في أطرافي ودوار وإحساسي كأني مرفوع وتقيؤ بعد النوم لساعة، واستمرت هذه النوبة من 30 إلى 40 دقيقة، وأحسست بتعب في جسمي.

في الصباح ذهبت الى طبيبة عامة فشرحت لها حالتي، فتبين أنها نوبة هلع، ووصفت لي اليفيار 50 mg حبة كل مساء لمدة شهر، وطلبت مني مراجعتها.

في هذه الفترة شعرت بعسر المزاج وضيق وتوتر وكآبة صباحية، وبعد شهر من العلاج خف قلقي وتوتري وتحسن مزاجي بعض الشيء، فذهبت للمراجعة، وأخبرت الطبيبة أني تحسنت بعض الشيء، لكن أحيانا تأتيني مشاعر ضيق وكدر وتوهان، وأحس أني متشتت التركيز، فاستبدلت دواء اليفيار بسلبيدال 50 ملغ لمدة 4 أشهر.

وأنا الآن بعد مرور شهرين على العلاج تحسنت حالتي النفسية، وتحسن نومي وشهيتي، لكن حالة التوهان وأنني مفزوع مستمرة طوال اليوم، وهذا يقلقني.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلاً ازدادت حالات اضطراب الهلع والقلق والتوترات في زمن جائحة الكورونا، وقد نشرت هيئة الصحة العالمية عدة تقارير في هذا الشأن، وشرحت كيفية التعامل مع هذه الاضطرابات وعلاجها، وهذا ما حصل معك -أخي الكريم-.

العلاج الذي وصف لك وتناولته – وهو السلبيدال SULPIDAL - علاج طيب، وهو من مشتقات الـ SSRIS، وطالما تحسّنت عليه يجب الاستمرار فيه لفترة ستة أشهر على الأقل. مرَّ شهران الآن وأنت تتناول هذا العلاج، إذًا يجب عليك الاستمرار لفترة ستة أشهر، و-إن شاء الله- تختفي كل هذه الأعراض، وحتى لا تعود هذه الأعراض يجب عليك الاستمرار في تناوله لفترة ستة أشهر، وليست أربعة أشهر.

الشيء الآخر: هناك أشياء يمكن أن تفعلها تُساعد في خفض التوتر الذي ما زال معك، ومن هذه الأشياء: ممارسة الرياضة، رياضة المشي يوميًا لمدة نصف ساعة في اليوم، ومن ذلك أيضًا الاسترخاء، الاسترخاء عن طريق شد مجموعة من عضلات الجسم – كالفخذين وعضلات الساقين أو عضلات البطن أو الكتفين واليدين – شدِّها وقبضها ثم إرخاؤها عدة مرات في اليوم، أو الاسترخاء عن طريق تمارين الشهيق والزفير، بأخذ نفس عميق ثم إخراجه، وتكرار ذلك خمس مرات في الجلسة الواحدة، ويُعاد عدة مرات في اليوم.

أيضًا يجب أن يكون عندك روتين يومي تقوم به يوميًا لكي لا تنشغل بالتفكير والقلق، ولا تخلُ بنفسك كثيرًا، تحاول أن تتواصل مع أصدقائك، ولو حتى عن طريق وسائل الاتصال الحديثة، مثل التواصل عبر الواتساب والفيسبوك وغيرها من وسائل الاتصال.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً