الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتصرف مع أم زوجي؟

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي أن حماتي لا ترغب في زيارتي لها بعد أن رفضت خدمتها بمفردها، وطلبت مشاركة بناتها وأبنائها، حاولت الصلح لكنه باء بالفشل، إلى أي حد يمكن التنازل عن الكرامة من أجل حفظ الود؟ وكيف تتعامل مع من يرفضك ويرفض الصلح، ويرفض زيارتك أيضا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

نشكر لك حرصك على حفظ الود مع قريبات زوجك، وهذا دليلٌ على رجاحة في عقلك وحُسن في أخلاقك، ونحن على ثقة من أن هذه الصفات ستكون مفتاحًا لمزيد خيراتٍ تُساقُ إليك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك توفيقًا.

وقد سبق في استشارة سابقة أن بيَّنَّا لك حدود الواجب، ولكن نزيدك الآن حثًّا ودفعًا نحو الإحسان إلى والدة زوجك بقدر استطاعتك والصبر على ذلك، وأن تكوني على يقين من أن كلّ جُهدٍ تبذلينه في سبيل تحسين علاقتك بأسرة زوجك والإحسان إليهم؛ كلُّ ذلك في ميزان عملك، والله تعالى لا يُضيع أجر من أحسن عملاً، فليس فيه نقصٌ من كرامتك، ولا انتقاصٌ من قدرك، بل الأمر على عكس ذلك، فمن تواضع رفعه الله.

وقد جاء رجلٌ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: (يا رسول الله إن لي قرابةً أصلُهم ويقطعوني، وأُحسنُ إليهم ويُسيئون إليَّ، وأحلمُ عليهم ويجهلون عليَّ) فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لأن كنت كما قلتَ فكأنما تُسِفُّهم الملَّ، ولا يزالُ معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دمتَ على ذلك)، و(تُسفُّهم المل) يعني: كأنما تُطعمهم الرماد الحارَّ، أي: تجعل وجوههم كالرَّماد من الحياء، فأنت المُحسن، وأنت المرفوع قدرك عند الله تعالى.

كما أنه -صلى الله عليه وسلم- عدَّ من أفضل الأعمال الإحسان إلى مَن يُسيء إليك، ففي الحديث الذي رواه أحمد وغيره أن عقبة ابن عامر -رضي الله عنه- قال: (لقيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذتُ بيده فقلتُ: يا رسول الله: أخبرني بفواضل الأعمال، فقال: يا عقبة صِلْ من قطعك، وأعطِ مَن حرمك، وأعرِضْ عمَّن ظلمك) وفي رواية أخرى: (واعفُ عمَّن ظلمك) فهذا عدَّه النبي -صلى الله عليه وسلم- من فضائل الأعمال.

فاثبتي على ما أنت عليه من الصِّلة والإحسان بقدر استطاعتك، مُحتسبة أجرك عند الله، وسيجعل الله تعالى ذلك مفتاحًا لهذه القلوب، بحيث تحبك وتعرف قدرك، نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً