الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شاب مبتلى ببعض الذنوب، ما هي نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 17 سنة، شاب لا أصلي إلا نادراً، ودائماً أقول: إني سألتزم بالصلاة، لكن لا أفعل. أيضاً أمارس العادة السرية، وأشاهد الأفلام الإباحية، وأدمنت على هذه المعصية.

حاولت ترك هذه المعاصي لكن كلما تركتها يوماً أقوم بها اليوم التالي أكثر من قبل، وأنا كثير النسيان، ودائماً لا أركز، دائماً سارح أو ساه أو فاقد التركيز، ودائماً ما تخرج مني كلمات سب ولعن.

حاولت التوبة أكثر من مرة، ولكن دائماً أرجع إلى نفس العادات، ودائماً أكذب وأكلم فتيات.

أرجو منكم مساعدتي في الابتعاد عن المحرمات والعادات السيئة، أريد التوبة والتقرب من الله سبحانه وتعالى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ مهند حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ولدنا الحبيب - في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله أن يتوب عليك ويوفقك للتوبة ويُصلح حالك.

لا شك - أيها الحبيب - أن شعورك بالحاجة إلى التوبة وانزعاجك لهذه المعاصي التي أنت واقعٌ فيها لا شك أن هذا من الخير الذي في قلبك، فما دام واعظ الله تعالى في قلبك يدعوك إلى التوبة ويحثُّك عليها فإنه يُرجى لك الخير، ولكن أنت مأمور بأن تأخذ بالأسباب التي تُعينك على التوبة والإقلاع عن الذنوب، ويمكن أن نلخص لك أهم هذه الأسباب:

أولاً: تذكر العقاب بعد هذه الذنوب، فإن اللذة والشهوة التي يجنيها الإنسان بارتكابه للمعصية تعقبُها عقوبات وآلام عاجلة في الدنيا وآجلة في الآخرة، فإذا تذكرت عقاب الله تعالى وناره، وتذكرت الوقوف بين يديه سبحانه، وأيقنت يقينًا جازمًا أن هذا كائن لا محالة؛ فإن هذا التذكُّر سيزجرك عن المعصية، ويُنفِّرُك منها.

لا بد أن تُوقن - أيها الحبيب - أن الله سبحانه وتعالى يغار، وأن غيرته حين تُرتكب محارمه، وأنه سبحانه بالمرصاد، كما قال جل شأنه: {إن ربك لبالمرصاد} وهذه الذنوب لها مَن يُحاسبُ عليها، فإذا تذكرت هذه الحقائق سَهُلَ عليك أن تُقلع عن هذه المعاصي.

ثانيًا: أن تتذكر - أيها الحبيب - أن التوبة قد تكون متاحة لك اليوم متيسرة، وإذا فعلتها قُبلت منك، ولكنك إذا أخرتها قد يُحال بينك وبينها، فلا تتمكن منها، وقد يفجَؤك الموت قبل أن تحصل منك هذه التوبة؛ فإن تذكرك هذا يبعثك على الاستعجال بالتوبة والمسارعة إليها.

ثالثًا: الصحبة والمجالسة، فإذا اخترت الأصحاب الصالحين والمجالس الطيبة فإن هذا سيكون عونًا لك على ترك هذه المعاصي والذنوب؛ فإن الصاحب ساحب، و(المرء على دين خليله) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

مما يعينك على التوبة - أيها الحبيب - أن تعلم أن الله سبحانه إذا حرَّم شيئًا أحلَّ البديل عنه، فإنه يُحرّم الخبيث ويُحلُّ الطيب، فحاول أن تأخذ نفسك بالبدائل الطيبة التي تقضي منها حاجة النفس ولذَّتها، فسارع إلى الزواج إذا كنت تقدر عليه، وخذ بأسبابه، أو خذ بالأسباب التي تكبح جماح الشهوات من إدمان الصوم والإكثار منه.

لا شك - أيها الحبيب - أنك تُدرك أهمية التوبة وحاجتك إليها، ولكنّك بحاجة إلى عزيمة صادقة تحملك على أن تبدأ هذه التوبة وتأخذ بأسباب الاستمرار عليها من مصاحبة الصالحين ومجالستهم، وسيُعينك الله، فاستعن بالله ولا تعجز، وقد كانت من وصية النبي صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز).

التوبة تعني: الندم على ما كان من الذنب، والعزم على عدم الرجوع إليه في المستقبل، مع تركه في الحال، فإذا فعلت هذا قَبِلَ الله توبتك، والتوبة تمحو ما كان قبلها من الذنوب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).

نسأل الله تعالى أن يأخذ بيدك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً