الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

في كل مرة يتقدم لي خاطب تنتهي الخطبة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في الـ31 من عمري، متعلمة وجامعية، من ناحية الجمال أرى نفسي فتاة عادية، ولكن من حولي يقولون: إني جميلة ورقيقة، كنت أعمل في بنك بمركز ممتاز، وحصلت على ترقيات كثيرة في مدة قصيرة، والكل يشهد بذكائي وقدرتي في العمل، ثم بدأت أضيق بعملي، وانتقلت إلى عمل آخر أقل أهمية من عملي الأول، والآن عندما أفكر كيف أنني انتقلت إلى هذا العمل وكيف هو أقل شأناً ومكانة، لا أعرف لذلك جواباً، وعند بحثي عن عمل آخر لا أجد رداً، مع أن لدي الخبرة والدراسة، وإذا وعدت من أحدهم ينقطع الموضوع بدون سبب وينتهي.

من ناحيةٍ أخرى، إلى الآن لم أتزوج، تقدم لي العديد من الشباب، وهم إما أن يكونوا بلا عمل فأرفض، وإما أنني لا أستطيع تقبله أو تصور أن يكون زوجي -مع أنه يكون ذا عمل وأخلاق- فأرفض، وقد حصل هذا معي 4 أو 5 مرات، أو يتقدمون إلى أهلي وأوافق أنا، وبعد ذلك يبتعد الخطيب وينقطع دون الاعتذار أو إبداء أي سبب، وإنما فقط يختفي، وقد حصلت معي نفس المواقف 5 مرات تقريباً، وقد حصل مؤخراً معي ذلك عندما تقدم لي ابن عمي ووافقت أنا، مع أنه متزوج ومطلق مرتين، ولديه طفلة من زواجه الأول، وهو ذو تعليم أقل من المتوسط، وليس على إلمام بأموره الدينية، فهو لا يصلي، مع العلم أنه يعيش بالخارج في بلد أجنبي، بمعنى أني سوف أضطر إلى مفارقة أهلي والعيش معهم بالخارج، ومع ذلك وافقت متكلةً على الله، إني أستطيع أن أصلح من حاله ونيتي الستر والزواج وبناء عائلة، وكنا على اتصال متقطع لمدة سنة كاملة، ثم بعد ذلك انقطع عن الاتصال لمدة 3 أشهر، علمت بعدها من أهله أنه لم يعد يريد الاقتران بي، ولكن لا أدري لماذا أو ما السبب -كما يحدث معي كل مره-.

ما قولك يا شيخي فيما يحدث معي؟ مع العلم أنه في كل مرة يحصل ذلك قبل النقاش في أمور المهر أو السكن، أي في بداية الأمر، وأنا إنسانة هادئة، والجميع من حولي يشهد بحسن أخلاقي وأدبي، وفي كل مرة يحصل ذلك حتى قبل أن يتعرف علي الخطيب جيداً -مع العلم أن لي أختاً متزوجة منذ عام وهي أصغر مني بـ 3 سنوات-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة / أختنا في الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك، وأن يعينك على قضاء حوائجك، وأن يمن عليك بالزوج الصالح الذي يكون عوناً لك على طاعته ورضاه.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فكما لا يخفى عليك أنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه على شيءٍ قدير، وأنه إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون، هذا أولاً.

ثانياً: ما يحدث لك كله إنما هو بإرادة الله ووفق علمه وقدرته، إلا أن الحق جل جلاله جعل لكل شيءٍ سببا، وأمرنا أن نأخذ بالأسباب، ويبدو من رسالتك أن الأمور بالنسبة لك غير طبيعية، لذا أنصحك بالآتي:

1- يمكنك عرض نفسك على أحد الإخوة المعالجين بالقرآن والرقية الشرعية عندكم، وهم كثير في البحرين، فابحثي عن معالج ثقة يعالج بالقرآن، واعرضي نفسك عليه؛ لاحتمال أن يكون هناك شيء يحتاج إلى علاج بالقرآن.

2- عليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يفرج كربتك وأن يقضي حاجتك، وأن يقدر لك الخير حيثما كنت، وأن يرزقك الرضا به .

3- لا تتعجلي النتائج، فأنت لا تدرين أين يكون الخير، فكما قال المولى جل وعلا: ((فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا))[النساء:19].
4- سلي الله أن يرزقك الرضا بقضائه وقدرة، وأن يربط على قلبك كما ربط على قلب أم موسى وأصحاب الكهف.

5- لا تنظري إلى غيرك من أخت أو غيرها، فهذه أرزاق قسمها الله قبل خلق السماوات والأرض، ورزقك قادم إن شاء الله فاصبري.

6- قبل الإقدام على أي تغيير أو قبول شيء جديد أنصحك بالاستخارة والاستشارة، وسوف توفقين بذلك للصواب دائماً.

7- أكثري من الصلاة على النبي الله صلى الله عليه وسلم.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والزوج الصالح وسعادة الدارين، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً