الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي لا يصلي ولا يغتسل ولا يعمل، فهل أطلب الطلاق؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ 8 أشهر، وأنا حامل، وزوجي لا يصلي ولا يغتسل من الجنابة، ولا يقوم بأي عمل، ودائم الجلوس أمام التلفاز أو الإنترنت، وقد تمت الخطبة في زمن وجيز، ومن بعد السؤال عنه، وقد تم إخبارنا عكس ما هو عليه.

نصحته بالصلاة والاغتسال والبحث عن عمل، فاتهمني بعدم الاحترام له، وأنه سوف يصلي ويعمل، فماذا أفعل؟ طلبت منه الطلاق مرة، لا يهتم، يسهر ليلا وينام بعد الفجر إلى المغرب، أخاف أن أنجب ذرية وهذا حال أبوهم، ماذا أفعل؟ أنا في حيرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا – أختنا الكريمة – في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى أن يُصلح زوجك ويهديه ويردَّه إليه ردًّا جميلاً، ونشكر لك حرصك على أن تكون أسرتك مستقيمة، وهذا دلالة على حُسن في إسلامك ورجاحة في عقلك، ونسأل الله تعالى أن يُبلِّغك من الخير ما تتمنَّينه وزيادة.

ونصيحتُنا لك – أختنا الكريمة – أن تحاولي إعانة زوجك للخروج من هذه الحالة التي هو فيها بكل ما يمكنك من وسائل، ولك في هذا أجر، دعوة المسلم إلى الخير، وتغيير المنكر، وإصلاح الزوج، وتهيئة الأسرة للاستقامة، وكلُّ هذه أعمال تُؤجرين عليها أجرًا عظيمًا.

فابذلي وسعك واقصدي بذلك وجه الله، وسيجعل الله تعالى لجهودك ثمارًا حسنة -إن شاء الله تعالى-، فإصلاح الزوج يمكن أن تستعيني بالوسائل التالية:

أولا: محاولة إسماعه المواعظ التي تُذكّرُ بالآخرة، فتصف الجنة وما فيها من الأجور والخيرات للطائعين، وتصفُ النار وما فيها من الأهوال والعذاب للعاصين، ومشاهد القيامة، وما يكون في القبر، ونحو ذلك من المواعظ الإيمانية التي تُرقّي إيمان الإنسان وتنبِّهه من غفلته.

فحاولي إسماع زوجك هذا النوع من المواعظ ولو بطريقٍ غير مباشر، وأن تُرسلي له بعض المقاطع التي تتكلم عن هذا، وترغِّبُه في رحمة الله تعالى، فإن الإيمان إذا قوي في القلب صلحتْ أعمال الإنسان الظاهرة، ولا تيأسي من صلاح زوجك، فإن قلوب العباد بين أُصبعين من أصابع الرحمن يُقلِّبُها كيف يشاء.

ثانيًا: حاولي التأثير على زوجك عن طريق الأقارب، واربطي علاقات مع الأسر التي فيها رجال متدينون ليتأثر بهم، فإن الصاحب ساحب.

ثالثًا: أكثري من دعاء الله تعالى لزوجك بالهداية والاستقامة والصلاح.

رابعًا: حاولي أن تُوصلي إلى زوجك رسائل إيجابية عن احترامك له وتقديرك لقيمته، وأنه إنما يبعثُك على ذلك شدة حبِّك له وخوفك على مستقبله، ونحو ذلك من الرسائل التي تبعثه على الاستجابة لما تحاولين الوصول إليه من تغييرٍ في سلوكه وعاداته.

ونأمل -إن شاء الله تعالى- أن تُثمر هذه الجهود وتتوصلين بها إلى الخير.

أمَّا إذا لم يستجب وأصرَّ على تركه للصلاة فهذا مبرِّرٌ ومسوِّغٌ لطلب الطلاق، ولكن هل الأفضل أن تطلبي الطلاق أو تبقي معه؟ هذا راجعٌ إلى الواقع الذي تعيشينه، ولا نستطيع نحن أن نحكم على ذلك، ففراقُه هل سيكون خيرًا لك من البقاء معه؟

إذا كان بهذه الأوصاف التي وصفتها ولم يتغيّر؛ فلا يعمل، ولا هو صالحٌ في دينه، ولا يقوم بواجباته الزوجية من الإنفاق وغير ذلك، وكان بإمكانك أن تجدي فرصة أخرى للزواج فإن فراقه خيرٌ من البقاء معه.

أمَّا إذا كان الحال بخلاف ذلك، وكنت تخشين ألَّا تحصل فرصة أخرى للزواج وتحتاجين للزوج؛ فإن البقاء مع هذا خيرٌ من فراقه.

فاستخيري الله سبحانه وتعالى، وشاوري العقلاء من أهلك وقراباتك، وستصلين -بإذن الله تعالى- إلى قرار سليم، ولكننا نأمل أولاً أن تصلي -بإذن الله تعالى- إلى نتائج طيبة من خلال إعادة المحاولات وتكرارها في إصلاح زوجك.

وفقك الله تعالى لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً