الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفضت من تقدم لي لسبب شرعي وأهلي اتخذوا موقفا مني!

السؤال

السلام عليكم..

تقدم لخطبتي شاب، وعائلتي تريدني أن أوافق، فكان همهم أن أتزوج لأننا ست بنات، وأنا أكبرهم، لكن الشاب لا دين ولا أخلاق ولا علم ولا عمل، ويعتمد على أبيه في كل شيء، وصممت على الرفض لأن الزواج ليس متعة، وإنما كمال الدين وعفاف للشاب والفتاة.

فهذا الشاب لن يربي جيلا محمدياً، ولن يكون مسؤولا، لكن حين رفضت تعرضت للحرمان من التعليم من قبل والدي، وأراد أبي تمزيق كتابي الذي كنت أقرأ منه، وتعرضت للضرب والمجافاة من كل عائلتي، وبقيت أنا وصلاتي ورجائي، وكانوا يدعون عليَّ بالسخط والغضب، وأني أغضبتهم فلن أسعد بحياتي، وعندما أذهب إلى الصلاة يقولون تغضب والديها وتذهب لتصلي!

علماً أن هذا الشاب السادس الذي تقدم لي، وأنا عمري ١٩، والله يشهد أني أريد زوجاً صالحاً ورجلاً يربي جيلا محمدياً متخرجاً من بين السطور والمساجد، وأن أكون عوناً له، ولنبني أسرة إسلامية.

وبعد فترة وجيزة دخل هذا الشاب السجن، ولكن أهلي لا يهمهم شيء سوى أن أتزوج، فأنا البكر، ولكن صممت على الرفض وانتهت القصة، لكن مخاوفي من غضب والديّ حتى الآن أحسب حسابها، وهل فعلت الصواب؟ وأخاف من أن يتقدم لي شاب آخر لا يناسبني وأتعرض لنفس الموقف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يُقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الزوج الصالح، ونشكر لك اهتمامك باختيار الرجل الصالح المناسب، كما نشكر لك أيضًا تطلُّعاتك الكبيرة وأمانيك العظيمة في بناء أُسرةٍ مستقيمة لإنشاء جيلٍ يتمسَّكُ بدينه ويقومُ بالوظائف التي أرادها الله تعالى منه.

ونصيحتُنا لك – ابنتنا العزيزة – أن تكوني موضوعيَّةً متوسِّطَةً في الشروط التي تشترطينها في الشاب الذي تقبلين به زوجًا، فلا تُبالغي في اشتراط ما يندرُ وجودُه في الشباب، فإذا جاءك وتقدَّم لخطبتك مَن يُرضى دينه؛ بأن يكونَ مُؤدِّيًا لفرائض الله تعالى، مُجتنبًا لما يُحرِّمُه الله، ويُرضى خُلقه؛ بأن يكون حسن العشرة، فلا ينبغي أن ترفضيه بعد ذلك لأنه لم يبلغ المستوى العالي في التديُّن والاستقامة.

أمَّا مَن يُخِلُّ بهذه الصفات المطلوبة بأن يكون ممَّن يفعل المحرَّمات أو يُضيِّع الفرائض، أو ليست لديه الأهلية لأن يكون زوجًا ويقوم بواجباته، فرفضُك له لهذه الأسباب رفضٌ مقبولٌ ومبرَّرٌ، وليس لوالديك أن يُجبراكِ على الزواج به، فإذا رفضتِ فغضبا فليس هذا الغضب بسببٍ منك يُقبل حتى تُعاقبين عليه، ومع هذا فالواجب عليك أن تجتهدي ما أمكنك في الإحسان إلى والديك، واستجلاب رضاهما ما أمكن، وإدخال السرور إلى قلبيهما بكلِّ وسيلة ممكنة.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان، ونصيحتُنا لك أن تُكثري دعاء الله تعالى بأن يرزقك الزوج الصالح؛ فإن مَن دعا الله تعالى أجابه، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردَّهُما صفرًا)، فأحسني ظنّك بالله تعالى، وأكثري من دعائه وستجدين الخير يُساق إليك بإذن الله.

نسأل الله تعالى لك مزيدًا من التوفيق، وأن ييسر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً