الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم قدرة شاب التقدم لخطبة فتاة بسبب قوانين الإقامة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في البدايه أنا شابٌ مسلم أعزب، أقيم في أستراليا، ولكني أحمل فيزا مؤقتة، ونويت أن أستقر كأي إنسان يريد أن يحافظ على نفسه ودينه.
رأيت فتاة ملتزمة بحجابها ومظهرها، فقررت بعد الاستخارة والسؤال أن أتقدم لخطبتها.

هنا المشكلة، وضعي في البلد رسميُ أكثر من وضع الفتاة، ولا أقدر على تحويل الفيزا التي تحملها الفتاة على اسمي بسبب الفيزا التي أحملها أنا، فماذا أفعل؟ أرجو منكم نصحي.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله       حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بداية أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعل لك من كل ضيقٍ فرجاً، ومن كل همٍّ مخرجاً، إنه جواد كريم، وأن ييسر لك أمرك، وأن يقضي حاجتك، وأن يفرج كربتك أنتَ وجميع المسلمين المكروبين في مشارق الأرض ومغاربها.
أخي عبد الله! لقد قال الحق تبارك وتعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)[البقرة:286]، وأنت كما ذكرت لا تستطيع أن تحول فيزة هذه الأخت على اسمك، فهل معنى ذلك أن هذا يمنع ارتباطك بها وفق النظام المعمول به لديكم أم لا؟ فإن كان النظام يمنع وقد يترتب على مخالفتك للنظام عواقب سيئة، فأرى أن تصرف النظر عنها، وأن تدعو الله تعالى أن يرزقك خيراً منها، وعلى قدر ظروفك وإخلاصك وصدقك في الدعاء سترى خيراً كثيراً في هذا الموضوع وغيره.

أما إن كان هناك مخرج قانوني يجيز لك الارتباط بها دون أدنى مسئولية، فتوكل على الله، وابحث عن هذا المخرج، وأكثر من الدعاء أن ييسره الله لك، ولا تحمل نفسك ما لا طاقة لك به.

اعلم أن الزواج من الأرزاق التي قدرها الله قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، فإن كانت من رزقك فسوف ييسر الله لك زواجها والارتباط بها، وسيذلل جميع العقبات لتحقيق ذلك، أما إذا لم تكن من نصيبك فلم ولن تصل إليها حتى وإن لم تكن هناك عقبات.

لذا أوصيك أخي أن تتثبت من مسألة القوانين لديكم، ثم تبدأ في الدعاء، ولا مانع من تكرار الاستخارة، ثم أفعل ما تراه مناسباً، واعلم أن الأخت ما دامت على صلاح وديانة فلم ولن يضيعها الله، وقد يكون نصيبها مع غيرك، فما عليك إلا الأخذ بالأسباب، ثم التوكل على الله، مع الإلحاح في الدعاء والتضرع؛ لأنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد مع هذه الأخت أو غيرها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً