الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اضطراب المشاعر والوحدة ما هي الأسباب والعلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أريد مساعدتكم فمشكلتي هي أن عندي اضطراباً بالمشاعر وهي أني أحب كل الناس وأتمنى لهم الخير، ولا أعرف الكره، ولا أحب أن أتكلم عن أي شخص مع أي شخص، ودائماً أحب العزلة ولا أريد أن أختلط مع الناس لكي لا أسمع أي كلام، وحتى إذا أختلط مع أي أحد لا أتكلم بأي موضوع ولا أعرف معنى الحقد أو الحسد، لكن دائماً أراه في الناس، وعندي حسن ظن بالناس إلى درجة أني أثق بأي إنسان حتى وإن كنت لا أعرفه وأضع ثقتي به، وهذا الشيء جعل بيني وبين أهلي وخصوصاً والدتي مسافة ولا أعرف أن أتفاهم معهم، ولا أن أوصل لهم رأيي بأي موضوع حتى وإن كان موضوعاً يخصني، لا أعرف ماذا أفعل معهم؟ وطبيعتي خجولة جداً جداً؛ ولهذا أعاني من الوحدة وعدم الرغبة بالعيش، ولكن حبي لله هو وحده الذي يصبرني على كل هذا.

أتمنى أن تساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يلهمك رشدك ويسعدك بطاعة مولاك، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.

فإن حب الله يغني عن كل شيء، والمسلمة تحب ربها وتحب كل عمل يوصلها إلى حبه ورضاه وتصدق دعواها بإتباع رسوله ومصطفاه، قال تعالى: ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ))[آل عمران:31]، وهنيئاً لك بالحرص على الخير، وبشرى لمن سلم المسلمون من لسانها ويدها.

والصواب أن يحسن الإنسان الظن بالناس عموماً، ولكن الثقة المطلقة لا تمنح إلا بعد معرفة وتجربة أو جوار وتعامل بالدرهم والدينار وصحبة في الأسفار، والذهب الخالص ينكشف بوضعه على النار، والناس معادن وخيارهم من يتمسك بدينه ويتفقه في شريعته.

وليس في حب جميع الناس وإرادة الخير لهم اضطراب بالمشاعر، فليس في ديننا ما يدعو إلى الكره والجفاء، المؤمنة تحب أهل الإيمان وتتقرب بذلك للرحمن وتكره الكافرين والفجار، ولكن حب المسلمة للأخريات تكون بحسب طاعتهن لرب الأرض والسماوات، وأما بالنسبة للغافلات، فإنها تكره ما يفعلن فإذا تركن المعاصي كن الحبيبات.

والاختلاط بالناس مع الصبر والدعوة والمجاهدة أفضل من العزلة، أما بالنسبة للوالدة فهي أقرب الناس إليك، فاجتهدي في برها واقتربي منها وأخرجي لها ما في نفسك فإنها أحرص الناس على مصلحتك، وهذا أمرٌ فطرها الله عليه، ومن هنا يتجلى إعجاز الشريعة التي ركزت على توجيه الأبناء للبر بالآباء، وليس العكس، فلا تجعلي بينك وبينها حواجز وهمية، ولا داع للخجل، فأنت مع والدتك وأسرتك، وأنت في هذه السن تحتاجين إلى الاقتراب من الوالدة ومناقشة أمور المنزل والحرص على معاونتها في أمور المنزل ورعاية أخواتك وأسرتك، وابحثي لنفسك عن صديقات صالحات، وكوني على صلة بمراكز العلم والقرآن، واجتهدي في طاعة الرحمن.

والله ولي التوفيق والسداد.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً