الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي تعاني من الفزع والصراخ أثناء النوم

السؤال

السلام عليكم

أختي بعمر ١٥ سنة، وهي تعاني -منذ أكثر من ٣ سنين- من حالة، وهي أنها في بعض الأحيان -مرتين إلى ثلاث في الشهر- تصحو من نومها مفزوعة، وتصرخ بصراخ هيستيري، وتهرب إلى أي مكان في البيت، وهي دائماً توقظنا بصراخها -خصوصاً أنا، بما أننا ننام في نفس الغرفة.

ألاحظ أنها أحيانا تشير إلى مكان ما في الغرفة وهي تصرخ، ومرةً أشارت إلى باب الغرفة وأصبحت تصرخ ”عنكبوت!” الغريب أنها في الصباح في أغلب الأحيان لا تتذكر أبداً أنها استيقظت وفزعت أثناء نومها في الليل.

عندما تتذكر أحياناً تقول إنها ترى عناكب في كوابيسها، وهذه الأحلام هي التي تراها غالباً -بالمناسبة هي عندها فوبيا من العناكب-، وكانت تقول أيضاً: إنها ترى شخصاً يحاول إيذاءها في أحلامها، وهي لا تعرف من هو -أتوقع أنها لا ترى وجهه في الحلم أصلاً-.

بالمناسبة هي تقول الأذكار، وتقرأ القرآن قبل النوم، فهل هي تعاني من المس لا سمح الله أم ماذا؟ أرجو أن تشخصوا حالتها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على مشاركاتك الإيجابية.

الهرع الليلي ظاهرة معروفة، خاصة لدى صغار السِّن، وهو يجري في بعض الأُسر، بمعنى آخر: أن التأثير البيئي أو التأثيري الوراثي قد يلعب فيه دورًا، كما أن شخصية الإنسان والنشاط الذهني قبل النوم يلعب أيضًا دورًا كبيرًا في هذا الموضوع.

هو ليس مرضًا، وهو إن شاء الله تعالى يتلاشى بمرور الأيام، ولا أعتقد أن الأمر له علاقة بالمس، لكن طبعًا الإنسان يجب أن يُحصِّن نفسه، وهذه الفتاة – حفظها الله – سيكون من الجميل أن تحرص على الأذكار دائمًا، وتحرص على صلاتها وتلاوة القرآن، وكذلك الرقية الشرعية.

من الناحية الطبية العلاجية: هي تحتاج لتطبيق تمارين تُسمَّى بتمارين الاسترخاء، تمارين التنفس (الشهيق والزفير)، ببطء شديد وتأمُّل، وكذلك تمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها، هذا سيكون مفيدًا لها خاصة قبل النوم. يمكنها أن تطلع على بعض البرامج على اليوتيوب التي توضح كيفية ممارسة وتطبيق تمارين الاسترخاء.

أيضًا سيكون من المهم جدًّا ألَّا تتناول هذه الفتاة طعام العشاء في وقت متأخر من الليل، الأطعمة الخفيفة غير الدسمة وفي وقتٍ مبكّرٍ من الليل ستكون أحد الحلول الجيدة بالنسبة لها.

كما أنه يجب أن تقرأ أشياء طيبة وجميلة قبل النوم، وتتذكّر الذكريات الجميلة، وكما ذكرتُ لك تطبق تمارين الاسترخاء، ويا حبذا لو توضأت وصلت ركعتين قبل النوم، وحرصت على أذكار النوم، وحرصت على قراءة سورة الملك قبل النوم. هذه كلها علاجات وعلاجات مفيدة جدًّا.

في أثناء النهار تعيش حياة فيها أنشطة متعددة، كما ذكرنا: تمارين الاسترخاء، الرياضة، الاجتهاد في دراستها، والتواصل الأسري الداخلي مهمّ جدًّا، ويجب أن تقرأ عن العناكب وتُشاهد العناكب، وترسم العناكب، هذا يُقرِّبُ بينها وما بين مصدر خوفها، لأن الخوف دائمًا يُؤدي إلى التجنُّب، والتجنُّب يؤدي إلى المزيد من المخاوف، لذا ننصحها حقيقة بأن تتقرَّبُ أكثر إلى العناكب حتى تزيل عنها هذه المخاوف.

لا أراها في حاجة لعلاج دوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً