الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المشاكل العائلية وطرق علاجها

السؤال

مرحبا موقع إسلام ويب، آمل أن تجيبوني ماذا أفعل؟ لدي مشكلة وهي أن والدي تزوج قبل أمي، وأنجب منها ولدين، وبعدها حدث خلاف وطلق هذه الزوجة، وتزوج أمي بعدها، وأنجبوني أنا وثلاثة أولاد، بيتنا دائما تحدث به مشاكل والسبب من الولدين، فهم يذهبون إلى بيت جدتي ويجتمعون دائما هناك، وهناك عماتي وجدتي يتكلمون علينا أنا ووالدتي وإخوتي، وأبي دائما يقف إلى جانبهم خوفا من غضب أمه عليه، ودائما تحدث مشاكل وأخي من والدي يخلص نفسه من المشاكل، ويضعها علي دائما، ماذا أفعل؟

أبي شخص جدا عصبي ويقف دائما لجانبهم ويقف ضدنا أنا وعائلتي، أمي وإخوتي، ماذا أفعل؟ وهو يظن أن أمي تميزني عنهم لذلك يضع الحق دائما علي في أي مشكلة تحدث، ماذا أفعل؟ أقسم بالله أنني مظلوم.

أجيبوني، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً وسهلاً بك.

ابني العزيز محمد: إن علاقة الإخوة غير الأشقاء كثيراً ما تكون متوترة مشحونة، يشوبها الجفاء والغيرة والعداء كما أنها قد تصل إلى الخصام لسنوات طويلة بدون أن يكون هناك مبرر واضح لها.

وأحيانا يكون ذلك يكون بسبب ظلم أحد الوالدين أو كليهما، تطغى الكراهية والحقد على علاقة الكثير من الإخوة، إذ أن هنالك مشاهد ومواقف تعكس برود المشاعر بينهم، بسبب الأساليب التربوية الخاطئة والتي تؤدي للهجر والقطيعة، كما أن علاقة الإخوة حتى وإن دخلت فيها بعض الفروقات والمفاضلات غير العادلة، يفترض أن تظل قوية لا تشوهها تلك الأحقاد التي تغذيها الأنانية والغيرة.

ونجد أن علاقة الإخوة من غير الأم يغيب عنها ببعض الأحيان مبدأ العدالة، بسبب تفضيل زوجة على الأخرى أو أبناء على أبناء، أو إساءة للزوجة القديمة مع وجود الجديدة من قبل الزوج.

لذا أن الدور الاساسي يقع على الأب بالتخفيف من حدة هذه المشاكل بين الأبناء أو زيادتها، إذ ينبغي عليه أن يزرع بذور المحبة بين جميع أبنائه، وعدم التفرقة، وتقريبهم من بعضهم البعض؛ لأن تفضيل بعضهم على الآخر يؤدي إلى الإحساس بالظلم وزيادة الاحتقان بين الأبناء، وبالتالي تأثيرات نفسية شديدة وحالة من الكره والغيرة والعداوة والإحساس بفقدان السند.

كما أن من واجب الأب تفادي الفجوة بين الأبناء وعدم التمييز، وإشراكهم بنشاطات خاصة سويا، وإكسابهم مهارات الاحتواء والمحبة والمساندة؛ لتفادي التأثير النفسي على الأبناء أو ردات الفعل الشديدة والعدائية بينهم.

بُني محمد: مما يبدو لي أن علاقتك بأشقائك من والدك تأثرت كثيرا منذ الصغر، رغم تقدم العمر بكم جميعا، وذلك لم يأت من فراغ إنما بسبب العلاقة السلبية التي كانت بين والدتك وزوجة أبيك والمشاحنات التي لم تنته طيلة هذه السنين.

كما أنّ والدك يخضع لرغبات جدتك وعماتك كما ذكرت لنا، لذا حصل أشقاؤك الآخرون على معاملة أفضل منك، فالأصل في علاقة الإخوة أن تكون مبنية على الحب والحنان والاحتواء والتشارك في القرارات المصيرية وتقديم النصح، وأنا أعتقد أن إعطاء الاهتمام الزائد من قبل جدتك وعماتك لإخوتك ما هو إلا بسبب فقدانهم باكراً لوالدتهم وحرمانهم من عطف وحنان الأم.

حاول أن تتقرب من إخوتك وأنّ تكون صديقاً لهم، وأن تشاركهم في اهتماماتهم، وعندما يراك والدك أنك تهتم بإخوتك سينعكس ذلك على معاملته معك بإذن الله تعالى وتشعر بثقته بك.

لا تجعل مشاكل العائلة شغلك الشاغل، ركزعلى مستقبلك، وخطط جيداً، وضع أهدافاً تريد تحقيقها، اعتني بصحتك النفسية والجسدية من خلال ممارسة الرياضة في الهواء الطلق ومنها: كرة القدم، الجري السريع ....إلخ.

حافظ على أداء الطاعات، واجعل بر والديك هدفاً امامك، وحسن علاقتك مع أخوانك جميعاُ، وأكثر من الدعاء وطلب الهداية لك ولهم.

وفقك الله لما يحب ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً