الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي أهم الأسئلة والنقاشات التي أطرحها على الفتاة لاتخاذ قرار خطبتها أو لا؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، أعجبتني فتاة فسألت عنها قليلاً، ووجدت أنها على خلق، وتصلي، وعائلتها طيبين، وقد سألت مفتيا عن حكم التكلم معها للضرورة بشأن التفاهم والشروط وإن تفاهمنا أن أتقدم لخطبتها، فأجاز لي ذلك.

أريد منكم أن ترشدوني إلى الأسئلة التي أطرحها عليها والنقاشات بيننا مثل: التعرف على طبيعتها وأخلاقها، وما شروطها ورغباتها، وأخبرها أنا أيضا بجميع شروطي، وما يعجبني ومالا يعجبني، ومدى تقبلها بها، وهذا لكي تتضح الأمور، وأقرر إن كنت سأخطبها أم لا.

مع العلم أنها تعمل بالتدريس الابتدائي ومن عائلة ميسورة الحال، وتأكل الأكلات المفضلة، وأنا موظف راتبي متوسط، وخائف أن لا تصبر معي، كما أنني عندما أكلمها لا أجد اهتماما من طرفها لي، ولا تسألني عن أحوالي، ولا عن أهلي، بعكسي أنا، ولا تتكلم إلا إذا تكلمت أنا، وهذا سبب لي شعورا بالضيق والنفور تجاهها.

أرشدوني بارك الله فيكم لأحسم هذا الأمر وأقرر، لأن مسألة الزواج مصيرية.

جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الكريم وأخانا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك التواصل المستمر مع الموقع، ونحيي حرصك على الخير، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به، وأن يجمع بينكم في الحلال، وأن يكتب لكم السعادة والآمال.

لا يخفى عليك أن مسألة الزواج والتواصل مع الفتاة ينبغي أن يكون له غطاء شرعي، ولأن مسألة الزواج مسألة مصيرية فينبغي أن تُبنى على قواعد ثابتة وقواعد راسخة، فإذا وجدتَّ ميلاً إلى الفتاة فإن الخطوة التي بعدها أن تطرق باب أهلها، وإذا أردتَّ أن تؤجّل هذه الخطوة فيمكن أن تبعث بأخواتك ليتواصلوا معها ويتعرفنَ عليها، أو تتواصل أنت مع إخوانها لتتعرَّفَ عليهم، ثم بعد ذلك إذا حصل التعارف بين العائلتين – أو بينك وبين محارمها – فعند ذلك عليك أن تأتي لدارهم من الباب، أمَّا أن يحدث كلام ويحدث تواصل من أجل أن تتعارفوا وقبل أن يكون هناك غطاء شرعي فهذا أمرٌ لا نُؤيده ولا ننصح به.

وأرجو أن تعلم أن العلاقة الزوجية ليست مجرد علاقة بين شاب وفتاة، ولكنها علاقة بين أسرتين وبين بيتين، وإخبار أهلك وطرق باب أهلها أو التواصل معهم حتى ولو من قِبل والدتك، أو أخواتك، أو إخوانك، أو أي إنسان من طرفك فهذه هي الخطوة الأولى والمهمة والأساسية التي نضمن معها أن في المشروع يمكن أن يكتمل، وعند ذلك نمشي ونذهب للخطوة التي بعدها.

عليه: أرجو تأخير مسألة التفاهم معها وعرض الأسئلة عليها والكلام معها، حتى يكون هناك غطاء شرعي، فالخطبة أصلاً ما شُرعت إلَّا للتعارف، إلَّا لحصول التعارف، عندما تطرق بابهم سيطلبون منك أن تسأل عنهم، ويسألوا عنك، يحصلُ تعارفًا بين الأسرتين، فإذا وُجد الوفاق والاتفاق والميل المشترك قلنا عند ذلك: (لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح).

وإذا وجد هذا الميل وتتبعنا هذه الخطوات الشرعية فلن تضرُّك قلَّة الأموال؛ لأن طعام الاثنين يكفي الأربعة، ولأن الذي يرغب في الزواج يُوسِّعْ عليه الله، والمرأة تأتي برزقها، والأطفال يأتوا بأرزاقهم، والله هو الرَّزاق، القائل: {وما من دابة في الأرض إلَّا على الله رزقها}، فاحرص على أن تكون البدايات صحيحة وواضحة، ولا تُقْدِم على هذا المشروع إلَّا بعد أن تتأكد من موافقة أهلك واستعدادهم على التواصل، والتأكد من موافقة الفتاة، وموافقة أهلها، ثم بعد ذلك تتاح لك فرصة التفاهم والسؤال، وعندها ينبغي أن تسألها عن دينها أوَّلًا، عن صلاتها، عن دراستها، عن أهدافها في الحياة، وفهمها لدور الوالدين ودورها كأُمٍّ. إلى غير ذلك من المسائل الأساسية التي تُبنى عليها الحياة الزوجية، لكن قبل ذلك أرجو أن تكون الخطوات الأولى صحيحة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً