الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتوهم عدم القدرة على الفهم والدراسة، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب مجتهد ومتميز، عمري 17 سنة، أعاني من أفكار غريبة ولا أستطيع التخلص منها، أقاوم لكن لا فائدة، وهي في الفهم والدراسة، حيث أتوهم بأني لا أستطيع فهم الكلام مع أني أفهم كل شيء، وكذلك القرآءة والكتابة أتوهم بأني لا أستطيع، أشعر أنني كالأطفال، أرجوكم شخصوا حالتي وانصحوني، ماذا أفعل؟ وهل هذا مرض نفسي أم توهم ويختفي مع الزمن؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

الإنسان من حيث التفكير والإدراك وحتى الاستبصار لا يكون على حالة واحدة، كثيرًا ما تأتينا بعض المُدخلات التي تُغير في طريقة تفكيرنا. أنا أعتقد أن الذي تُعاني منه والذي اعتبرته نوعًا من التوهم، هو ليس توهمًا، إنما هو فكر وسواسي قلقي، أنت تضع هذه الاعتبارات والأفكار الخاطئة، وبعد ذلك يحدث لك ما نسمّيه بالتأثير الإيحائي، أي: ما تتصوره سوف يقع، وهذا يبني عندك ما نسميه بالقلق التوقعي، هذا نوع من الوسواس وليس أكثر من ذلك.

الحمد لله فهمك سليم، وأنا متأكد أنه ليس لديك أي خلل في الذاكرة ولا شيء من هذا القبيل، هو أن تبني رغبتك في الدراسة، أن تكون لديك دافعية، ولديك حماس، وتفهم قيمة العلم.

ولتساعد نفسك: عليك تجنُّب السهر، والنوم الليلي المبكّر، والاستيقاظ مبكِّرًا، صلِّ الفجر في وقته، ثم بعد الاستحمام تناول كوبًا من الشاي وابدأ وذاكر وادرس في هذه الفترة الصباحية، ساعة واحدة أو ساعة إلَّا ربع مذاكرة في هذا الوقت قد تغنيك تمامًا من المذاكرة في باقي اليوم بدون أي مبالغة، لأن هذا وقت الاستيعاب الجيد، الوقت الذي تكون خلايا الدماغ فيه في حالة استقرار تامّ.

أيضًا أريدك مثلاً أن تقوم بقراءة موضوع بصوتٍ مرتفع وتُسجّل ما قرأته، ثم تعيد الاستماع لما قرأته، سوف تجد أن مقدراتك ممتازة، قراءتك سليمة، ولا توجد أخطاء إن شاء الله.

إذًا عليك بتجاهل هذا النوع من الوساوس، وطبِّق التطبيقات التي ذكرتها لك. النوم الليلي المبكّر، والاستيقاظ المبكّر، والمذاكرة في فترة الصباح، ثم القراءة وتسجيل ما تقرأه والاستماع إليه. يعني: هذه يمكن أن تقوم بها مرة في اليوم.

عليك بممارسة الرياضة، لأن الرياضة أيضًا تُنشِّط خلايا الدماغ وتجعلها أكثر قوة وتركيزًا. عليك بتلاوة القرآن، القرآن وذكر الله تعالى يُحسّن من التركيز، ويُحسِّنُ من التذكُّر، ويُعالج الوسواس، {واذكر ربك إذا نسيت}.

فإذًا هذه هي الأسس الرئيسية التي أودُّ أن أنصحك به، وليس لديك مرض، وهذه -إن شاء الله تعالى- حالة وسواسية قلقية عابرة، وسوف تنتهي بفضل الله وحوله وقوته.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً