الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من أهواء النفس وذنوب الخلوات، فما المخرج؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شخص ظاهري ملتزم جدا، والناس تحترمني على هذا الأساس، ولكن في الباطن عندي معاص كثيرة في السر لا يعلمها إلا الله، ودائما ما أحدث نفسي عن هذا الخطأ الكبير، ولكن لا حياة لمن تنادي، وأظل أنتظر كيف سيعاقبني الله؟

نفسي تسيطر علي والشهوات والأهواء مسلطة، ولكن كثيرا ما أبكي وأندم على ما أفعله ولكني لا أتوب، فما الحل؟ أرجوكم أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونحيي الضمير الحي الذي دفعك للسؤال، وأنت شاعرٌ بالخلل، والإثم ما حاك في الصدر وتلجلج فيه وإنْ أفتاك الناس وأفتوك.

إذا كنت قد عرفت موطن الخلل فأرجو أن تُصلح ما بينك وبين الله عز وجل، واعلم أن ظاهرك للناس، ولكنّ الله لا تخفى عليه خافية، فالإنسان يُخطئ عندما يُزيِّنُ ظاهره للناس الذين لا يملكون لأنفسهم -فضلاً عنه- ضرًّا ولا نفعًا، وينسى أن يُطهِّر قلبه ونفسه لله تبارك وتعالى؛ الذي لا ينظرُ إلى صورنا ولا إلى أجسادنا، ولا إلى أموالنا، ولكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا.

فاحرص على صفاء هذا القلب، واحرص على أن تتغيّر من داخلك، ليكون المخبرُ أجمل من المظهر، ونسأل الله أن يُعينك على الخير، ونعتقد أن الشعور بهذا الخطأ الكبير والخلل هو البداية الصحيحة، ولكن أنت بحاجة إلى عزيمة وإرادة، فالندم لابد أن يتحول إلى توبة، والتوبة تعني: الصدق مع الله، تعني الإخلاص لله، تعني التوقف عن الأعمال الخاطئة، ثم العزم على عدم العود، ثم الندم على ما مضى، ثم ردّ الحقوق للناس إن كانت هناك حقوق لآخرين.

وهذا البكاء وهذا الندم ستُؤجر عليه إذا أكملت مشوار التوبة لتُصبح توبة نصوحا.

نحن نحذِّرُك من التمادي، فإن الله يُسامح الإنسان ويستر عليه، لكن إذا لبس للمعصية لبوسها وبارز الله بالعصيان واستمر في النسيان فإن الله يهتك سِتره ويفضحه ويخذله والعياذ بالله، فأحذر من مكر الله، {فلْيَحْذَرِ الذين يخالفون عن أمره أن تُصيبهم فتنة أو يُصيبهم عذابٌ أليم}.

مرة أخرى: نحن سعداء بهذا التواصل، وستكتمل السعادة عندنا عندما تُخبرنا وتُبشِّرُنا بتوبتك لله النصوح، خاصة ونحن على أبواب شهرٍ فضيل، نسأل الله أن يُعيده علينا وعليك، وفيه فرصة كبيرة لأن يُغيّر الإنسان نفسه من خلال هذا الشهر الذي يُنمّي روح المراقبة لله تبارك وتعالى، والحكمة من الصيام في هذا الشهر وفي غيره من الأيام حصول التقوى: {لعلكم تتقون}.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر وردالشام

    بارك الله فيكم جميعا وانا بحبكم في الله بتفيدونا بجدموقع جميل اسلام ويب

  • الجزائر عبد الله

    بارك الله فيكم

  • المغرب صالح

    جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً