الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من القلق، والتوتر، وضعف التركيز؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني منذ سنوات من نسبة بسيطة من الرهاب الاجتماعي، ورجفة في اليدين، حاليا إضافة لما سبق أعاني من قلق، وتوتر، وكآبة وضعف تركيز، وصمت، وعصبية، ونسيان، وعدم الرغبة بشيء، كل ذلك إثر مشكلة حصلت في حياتي، وضغطت على نفسي كثيرا، وهذه النتيجة، حالتي ليست مستقرة أحيانا أتحسن وأحيانا أتعب.

قرأت في موقعكم عن البروزاك، هل هو مناسب لحالتي؟ فأنا مقيمة في مصر، هل من بديل له بسعر أقل ولا يكون له أعراض جانبية كزيادة الوزن أو التعود؟ وكم مدة العلاج اللازمة لحالتي؟ فيس لدي الإمكانية لزيارة طبيب نفسي.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

مجموعة الأعراض التي تحدثت عنها من رهاب ومخاوف وقلق وتوتر وعصبية وعُسر في المزاج؛ هي كلها حقيقة ترجع لمكوّن واحد، وهو القلق النفسي، والقلق النفسي طاقة إنسانية مطلوبة، لكن حين يحتقن أو يسير في اتجاهات خاطئة ولا يستفيد الإنسان منه يؤدي بالفعل إلى الرهاب وإلى الخوف وإلى شيء من الاكتئاب النفسي.

ومن المهم جدًّا – أختي الكريمة – أن تكوني في الجانب الإيجابي من التفكير، لا تتشائمي أبدًا، هذا مهمٌّ جدًّا، وأنت في عمرٍ كثير من النساء قد يُصبن بالاكتئاب النفسي، لذا أريدك أن تكوني إيجابية في الأفكار، إيجابية في المشاعر، إيجابية في السلوك، هذا مهمٌّ جدًّا.

أمر آخر وهو: ضرورة تنظيم الوقت، ويأتِ على رأس ذلك تجنُّب النوم النهاري، والحرص على النوم الليلي المبكّر، النوم الليلي المبكّر يُؤدي إلى طاقاتٍ إيجابية، يستيقظ الإنسان مبكّرًا وهو نشطًا، ويؤدّي صلاة الفجر في وقته، ومن ثمَّ يبدأ يومه. هذا منهج علاجي رئيسي أرجو أن يُتبع.

كما أن ممارسة رياضة المشي مهمّة جدًّا ومطلوبة جدًّا، فأرجو أن تكوني حريصة عليها، المشي يوميًا لمدة ساعة أو على الأقل بمعدل ساعة واحدة أربع مرات في الأسبوع، هذا سيفيدك كثيرًا.

التواصل الاجتماعي مفيد ومهم جدًّا، قراءة القرآن، الأذكار، ... هذه كلها مفاتيح خير تُطوّر الصحة النفسية عند الإنسان بشكل ملحوظ.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أقول لك نعم الـ (بروزاك) من الأدوية الممتازة والفاعلة جدًّا، وهو لا يزيد الوزن، ولا يُؤثّر على الهرمونات النسائية، وليس بالدواء الإدماني مطلقًا، البروزاك يُسمَّى علميًا (فلوكستين) ويُوجد في مصر منتج تجاري جيد يُسمَّى (فلوزاك)، فيمكنك الحصول عليه، الجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة عشرين مليجرامًا، تتناولينها بانتظام، يُفضّل تناولها نهارًا بعد الأكل، وبعد أسبوعين ارفعي الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، تناوليها كجرعة واحدة، وجرعة الأربعين مليجرامًا ستكون هي الجرعة العلاجية المطلوبة في حالتك، استمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك انتقلي إلى الجرعة الوقائية، بأن تتناولي كبسولة واحدة يوميًا لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدًا، بعد ذلك خفضي الجرعة إلى كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقفي تمامًا عن تناول الفلوزاك.

هذه هي الإرشادات العامة التي أودُّ أن أنصحك بها، وطبعًا إجراء فحوصات طبية عامّة أيضًا سوف يكون مفيدًا، ويبعث إن شاء الله المزيد من الطمأنينة في نفسك (التأكد من مستوى الدم، مستوى السكر، وظائف الغدة الدرقية، وظائف الكلى، وظائف الكبد، مستوى فيتامين د، مستوى فيتامين ب12)، هذه كلها أساسيات نحث الناس على الحرص عليها حتى يطمئنوا على صحتهم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً