الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأفكار التشاؤمية والإحباط

السؤال

أنا إنسانة لا أعرف ماذا أريد بهذه الدنيا، بداخلي حاجات كثيرة أريد أن أقولها ولا أقدر! عندي إحباط من كل شيء، تغيرت كثيراً، بالفترة الأخيرة لا أتكلم أبداً وأفكر كثيراً كثيرا! وأحياناً أفكر بالهواء! يعني لا شيء يوجد أفكر به!
انصدمت كثيراً بحياتي سواء من جهة العائلة أو العلاقات الاجتماعية، وأهرب من الرجل عندما أصل معه لمرحلة جدية، لا أدري لماذا أكون في قمة حماسي، ثم أنسحب وأضع نفسي في دائرة الضحية والحزن والتفكير! وأنا قلقة الآن من مسألة الوقت، الوقت يمر وأنا مكاني لا أفعل شيئاً وأريد أنا أفعل شيئاً ولا أعرف ما هو!! إني مشتتة إلى أقصى درجة، ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم‏
الأخت الفاضلة/مشاعل حفظها الله.‏
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
هذه الأفكار التشاؤمية والإحباط الذي تُعانين منه غالباً ما يكون نتيجةً لإصابة باكتئاب نفسي بسيط، ‏‏وأرجو أولاً أن تقتنعي بمقدراتك وبذاتك، وتعرفي إمكانياتك الداخلية، أي إمكانياتك من الناحية ‏‏الاجتماعية ومن الناحية المعرفية ومن الناحية العاطفية، وتقبلي ذاتك، وهذا شيء ضروري جداً، وبعد أن ‏‏تقبلي ذاتك عليك أن تسعي لتطويرها.‏

أنت والحمد لله لا زلت في مقتبل العمر، وأمامك إن شاء الله أوقات طيبة وجيدة، ولابد أن تحسي ‏‏بقيمتك، ولابد أن تبني في تفكيرك أفكاراً مخالفة لكل فكرة تشاؤمية أو سلبية أو سوداوية، كأن تتخيلي ‏كل ‏الأفكار السلبية، وتحاولي استبدالها بما يقابلها من أفكار إيجابية، وتتأملي في هذه الأفكار، ‏وستجدي ‏إن شاء الله أن التغير قد بدأ في داخلك، وسوف تصبحي أكثر انطلاقاً وقبولاً لنفسك وللحياة.‏

ربما يكون أيضاً من المفيد لك أن تأخذي بعض الأدوية المضادة للإحباط، ومن أفضلها الدواء الذي ‏‏يعرف باسم بروزاك، بجرعة 20 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر.‏

أرجو أيضاً أن تضعي هدفاً في حياتك، وفي حدود الإمكانات والآليات المتاحة، ومن ثم تحاولي الوصول ‏‏لهذه الهدف.‏
هذا ضروري جداً، وهو وسيلة فعالة لإخراجك من حالة الفراغ واللا هدف التي تعيشين فيها.‏

العلاقة مع العائلة هي علاقات مفروضة يجب أن تقوم على الأخذ والعطاء، وهي تتطلب التسامح ‏‏والتضحية في مواقف كثيرة، وأرجو أن لا تنزعجي لعلاقتك مع الرجل، فهي في الأصل يجب أن تقوم ‏‏على ما هو مشروع دينياً واجتماعياً، وأنت والحمد لله على دراية ووعي واستبصار بذلك.‏

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يرزقك الزوج الصالح.‏

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً