الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق وخوف ورهاب وأفكار كلها سلبية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لو سمحتم أنا أعاني من القلق والخوف والرهاب وأفكار كلها سلبية، أحياناً أحس أني سأموت في أي مكان أجلس فيه، وسيحدث لي شيء وأنا جالس مع زملائي!

أفكر في جميع أعضاء جسمي، وأن قلبي سيتوقف أو يغمي علي، أو سيحدث لي سكتة دماغية.

أرجوكم ساعدوني، هل هذا هو القلق العام؟ وما هو الدواء المفضل لهذا الموضوع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاصم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في استشارات إسلام ويب، وبالفعل الذي تعاني منه هو درجة بسيطة من قلق المخاوف ذو الطابع الوسواسي، فأنت لديك انشغال كبير بأعضاء جسدك ووظائفها، وهذا النوع من الخوف الوسواسي موجود.

طبعًا العلاج الصحيح هو أن تحقّر هذه الأفكار، ولا تُعطيها أي اهتمام، بل تصرف انتباهك عنها من خلال تبديل مشاعرك وتبديل الأفكار وتجعلها إيجابية، وكذلك تبديل الأفعال، ما هي الأشياء التي أنجزتها، وما هو المفروض أن تنجزه، وكيف تدير وقتك في اليوم، وما هي الواجبات التي يجب أن تقوم بها؟ .. تشغل نفسك بما هو مفيد – أيها الفاضل الكريم -.

دائمًا ممارسة الرياضة بصورة منتظمة تعطي الإنسان الشعور الإيجابي بأن جسده يعمل على أفضل المستويات، وتجنب السهر نحن دائمًا ننصح به، والتنظيم الغذائي، وتحرص على الصلاة في وقتها، عليك بالقراءة، والاطلاع، أن تكون مُبدعًا ومتميِّزًا في عملك ... هذا كله سوف يصرف انتباهك عن هذه الأعراض التي لا طائل منها. هذه هي نصيحتي لك.

أنصحك بشيء آخر أيضًا، هو: أن تذهب لطبيب تثق فيه – كالطبيب الباطنة أو طبيب الأسرة – مرة واحدة كل ستة أشهر، لأجل أن تقوم بما نسميه بالفحوصات العامّة، هذا سوف يُطمئنك كثيرًا جدًّا.

العلاج الدوائي: نعم أنا سأصف لك دوائين، أحدهما دواء أساسي لعلاج قلق المخاوف، والثاني دواء مساند. الدواء الأول يُسمَّى (سيرترالين) هذا هو اسمه العلمي، وله عدة مسميات تجارية منها الـ (لوسترال) و(زولفت) و(مودابكس)، كلها مسميات تجارية للسيرترالين.

تبدأ في تناول السيرترالين بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجرامًا – وتستمر على هذه الجرعة – أي جرعة البداية – لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة حبة واحدة – أي خمسين مليجرامًا – يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أمَّا الدواء الثاني – أي الدواء المساند أو المساعد – يُعرف باسم (سولبرايد) واسمه التجاري (دوجماتيل) تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

كلا الدوائين – السيرترالين والسولبرايد – من الأدوية الرائعة جدًّا والسليمة والفاعلة وغير الإدمانية، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً