الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرجوكم ساعدوني لأنني لا أستطيع أن أعيش حياة طبيعية.

السؤال

السلام عليكم.

عندما كنت صغيرا، أي قبل سنوات كان يأتيني شعور غريب ولا أعرف كيف أوصفه، لكن كان على شكل أسئلة وهي:

من أنا، أو لماذا أنا هنا؟ وعندما يأتيني هذا الشعور أحس أن المكان حولي ليس حقيقيا، أو أنني أحلم.

عموما لقد مرت سنوات ونسيت هذا الأمر، والآن عمري 16 سنة، وبدأت أصلي قبل شهرين تقريبا، وفي هذه الفترة صارت عندي وساوس كثيرة، وكنت أسترسل معها، إلى أن تطور الأمر إلى هذا الحال، ورجع لي الشعور الذي كنت أشعر به عندما كنت صغيرا.

الآن أشعر أن كل الماضي عبارة عن وهم، وأحس أنني أعيش فقط اللحظة التي تمر علي، وأصبح عندي شعور بالخوف والقلق، وحتى الصلاة تركتها.

لا أفكر بغير هذا الشعور، وعندما يحدثني أحد من عائلتي أشعر أنني أتكلم بدون تفكير بالشيء الذي أقوله، وأصبحت كثير النسيان، وأشعر أنني لا أستطيع التفكير بشكل منطقي، وأشعر أن مشاعري تجاه أي شيء ليست حقيقية.

لدي شعور عندما أشاهد مسلسلات أو أفلام، أو أقرأ عن حدث تاريخي، أحس أنني كنت ضمن هذه الأحداث، وتصبح لدي ذكريات وهمية بسبب هذا الشعور، وتختلط هذه الذكريات مع الذكريات الحقيقية.

لا أدري إذا كانت رسالتي مفهومة أو لا؟ لكن أرجو المساعدة لأنني قرأت عن الكثير من الحالات النفسية، ولم أجد حالة كحالتي، وعندما أفكر في هذا الأمر أشعر بالخوف، وأنني الوحيد الذي يشعر بهذا الشعور ولا يوجد لي علاج، وحتى الآن لا أعلم ما سبب هذا الشعور؟ مع العلم أنني انطوائي وقليل التواصل مع الآخرين، وأجلس لساعات طويلة أتصفح الإنترنت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا

ابني الكريم- أثمن لك هذا السؤال التفصيلي، والذي استطعت أن تصف فيه شعورك حيال هذه الأفكار التي تأتيك رغم صغر سنك (١٦ سنة).

نحن في استشارات إسلام ويب لا نستطيع الجزم بتشخيصك، ولكن يمكنك الذهاب إلى الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي لفحص وضعك الصحي والعقلي، للتأكيد مما تعانيه أو قد تكون مجرد حالة نفسية عرضية أو أفكار وسواسية، أو تكون خليطا من هذا أو ذاك.

المهم هو ألا تصاب بالذعر والهلع وتعامل مع الأمر بطريقة اعتيادية، مع الاهتمام بالبحث عن مكان للعلاج، أو الاستعانة بمن يشخصك، واطلاعك على الأمراض النفسية أمر جيد، لكنه في ذات الوقت يصيبك بالذعر، لا سيما أن بعض الأعراض تتشابه وتتشارك مع تشخيصات مختلفة.

من الأمور الإضافية التي ستعمل على تحسين حالتك المزاجية -إضافة للعلاج الذي سوف تأخذه من الطبيب النفسي- ما يلي:

- عدم الاستسلام للعزلة والانطواء، لأن هذا يزيد من فرص المرض وزيادة الأفكار الوسواسية.

- ربط أعمالك ومهامك بأوقات الصلوات الخمس لمساعدتك على التنظيم والإنجاز.

- الاهتمام بالرياضة، ولو بالأمور البسيطة كالمشي مثلا.

- الابتعاد عن المأكولات غير الصحية، والابتعاد عن المشروبات الغازية.

- تنظيم وقت تصفح الإنترنت، وتحديد ساعات معينة.

- الاهتمام بصحتك الإيمانية، وذلك بزيادة الاقتراب من ربك -ﷻ- بالمحافظة على الصلوات الخمس، وقراءة صفحة يومية من القرآن الكريم قبل النوم، إضافة لأذكار الصباح والمساء، والتي يمكن أن تقرأها من أحد تطبيقات الجوال الكثيرة.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً