الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج استغراب الذات واضطراب التفكير؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكراً لكم على تعاونكم معنا.

سؤالي هو، منذ كنت طفلة كنت أعاني من 1/100 من أني أرى كل شيء غريباً، وليس حقيقياً، ولكن ليس دائماً.

أما الآن فمنذ أسبوع أحس بأني متعَبَة جداً، وليس موجودة! وكل شيء وهم وليس بحقيقي، وعقلي مشتت، ويظهر حولي كل شيء غريب، وأراه بطريقة غريبة جداً، لا أستطيع وصفها.

أشعر أني بي حلم، وليس حقيقة، وكل شيء حولي وهم، وهذا الموضوع أتعب عقلي وجسدي، وأعتقد أني معي اضطراب الآنية، حتى أحسست حالتي تسوء، ولا أقدر أن أعبر عن نفسي، وأحس أني لست طبيعية، وأبقى في البيت دائماً، ولا أشعر بشيء، وأحس بتعب، وكأني في حلم.

أرجو أن تفيدوني بحل لكي أتحسن.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Noura حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

بالفعل الحالة التي تمرين بها هو نوع من اضطراب الأنّية، أو الشعور بالتغرب عن الذات، وبعض الأطفال في مرحلة الطفولة المتأخرة قد يحسّون بشيء من الغرابة أو التغرُّب عن النفس، وهذه الحالات أيضًا تظهر عند بعض الناس أكثر في مراحل اليفاعة والبلوغ، والمرحلة التي تليها.

هذا الأمر نعتبره جزءًا من التطور النفسي الذي يُصاحب هذه المراحل الحياتية، وكثيرًا أيضًا ما يكون مرتبط بالقلق النفسي وبالإجهاد الجسدي والإجهاد النفسي، فلا تنزعجي أبدًا لهذا الأمر، وكل المطلوب هو أن تأخذي قسطًا كاف من الراحة، الراحة الليلية، وذلك من خلال النوم الليلي المبكّر، هذا سوف يُساعدك كثيرًا، وتجنُّب السهر من الأشياء المطلوبة جدًّا لعلاج الإرهاق الجسدي والإرهاق النفسي، والذي ينتج عنه اضطراب الأنية.

أيضًا الاهتمام بالتغذية، تطبيق تمارين الاسترخاء مهمّة جدًّا، هذه التمارين يمكن أن تُدربك عليها أخصائية نفسية، وإن لم تتمكّني من ذلك فيمكن أن تستعيني بأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب، والتي توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.

أن تشغلي نفسك بما هو مفيد، وأن تُديري وقتك بطريقة صحيحة، وأن تتجنبي الفراغ الزمني والفراغ الذهني، وأن تجعلي لحياتك أهداف، أيضًا ينتشل الإنسان من الشعور باضطراب الأنية ويُحسّن التركيز، ويجعل الإنسان يستشعر ذاته كما هي.

في الحالات الشديدة ننصح بعقار يُسمّى (البرازولام Alprazolam) هذا اسمه التجاري، واسمه العلمي (زاناكس Xanax)، والجرعة صغيرة في مثل حالتك، هي: ربع مليجرام مساءً لمدة عشرة أيام، ثم ربع مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوع، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء. الألبرازولام يحتاج لوصفة طبية، ويجب ألَّا تتعدى الجرعة ما ذكرناه، لأن هذا الدواء بالرغم من أنه مفيد جدًّا لكن يسهل التعود عليه، لكن هذه الجرعة التي وصفناها هي جرعة صغيرة وبسيطة، والمدة قصيرة، وهذا إن شاء الله تعالى لن ينتج عنه أي نوع من الإدمان.

هنالك عقار أيضًا يُسمَّى علميًا (اسيتالوبرام Escitalopram) ويسمَّى تجاريًا (سيبرالكس Cipralex) بالنسبة للذين تستمر معهم هذه الأعراض ننصحهم بتناوله، لكن في حالتك إن شاء الله تعالى لكن تكون لك حاجة لهذا الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً