الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اكتشفت أن زوجي ما زال على علاقة بزميلته السابقة .. فما العمل؟

السؤال

أنا متزوجة منذ عامين، وقبل الزواج كان زوجي يعرف زميلة له أحبته، ولكنه كان يتعامل معها كأخته على حسب ما قال لي، وكانت تلك الفتاة لها علاقة بأهله وتتصل بهم، وبعد أن كتبنا كتابنا علمت هذا الموضوع بالصدفة عن طريق اتصالها به على الموبايل، وكان الموبايل حينذاك معي فأخبرتها بأني زوجته، فسألت زوجي عنها فأخبرني أنها مجرد زميلة بالنسبة له وأنه أنهى علاقته بها.

ولم أعد أسأله عنها مرة أخرى، ولكن بعد إتمام الزواج وبعد مرور عام من زواجنا حملت ولكن مات الجنين، وبعد الولادة بعشرة أيام اتصلت تلك الفتاة على موبايل زوجي الجديد لمواساته بعد أن تركنا بلادنا وذهبنا للعمل في الخارج، وهو نفس الرقم الذي رفض زوجي إعطاءها إياه بعد أن تزوجنا أثناء اتصالها ببيت أهله، وكنا آنذاك في إجازة سنوية، ولم أعلم شيئاً عن هذا الاتصال.
وعندما اتصلت بعد ولادتي سألت زوجي: من أعطاها الرقم؟ قال أنه لا يعرف، وفي اليوم التالي سأل والده فأخبره أنه هو الذي أعطاها الرقم، ومن ذلك الحين وهذه الفتاة لا تمل من الاتصال بزوجي، وطلبت من زوجي إنهاء الموضوع وإلا تدخلت أنا، فقال أنه سوف ينهيه، وبالفعل ظلت هذه الفتاة لفترة لا تتصل، ولكنها عاودت الاتصال، وآخر مرة يوم عيد ميلاده؛ مما زادني غضباً وجعلني أتشاجر مع زوجي حيث إنه أخبرني أن الموضوع انتهى.

ومن ذاك اليوم والشك يدخل في قلبي، ومما جعلني أبحث في الإيميل الخاص بزوجي ويا ليتني ما بحثت، حيث وجدت إيميلات متبادلة بينهم حتى بعد الزواج، أشهد أن هذه الإيميلات ليس بها أي كلام حب أو غرام من جهة زوجي ولكن في نظري أنه خائن لأنني أعطيته كل شيء وأنا لو في مكانه لكنت سددت كل الأبواب على هذا الشخص ولا أتبادل أي إيميل بيني وبينه، وخصوصاً أني أعلم أن الحب لا يتحول أبداً إلى صداقة كما زعم زوجي وتلك الفتاة في أحد الإيميلات، وكذلك لأني أحب زوجي وأخلص له، كما أني أتقي الله.
واجهت زوجي بهذا الموضوع مراراً وتكراراً ولكنه أخبرني أنه يحبني كثيراً وأن والده أعطى رقمه لهذه الفتاة عن حسن نية، ولكني لا أصدق ذلك حيث إن والده من بدء الأمر كان يرفض زواجنا من دون سبب.
لا أعرف كيف أتصرف! وقد جن جنوني وانتابني إحساس وهو أني أشعر أني أريد مهاجمة زوجي والتشاجر معه رغم أنه يحاول إسعادي، ولكن غصباً عني، وكما ينتابني شعور بأني أريد الابتعاد عن زوجي ومهما يفعل لا أشعر بالسعادة معه رغم أنني أحبه ولم أحب غيره ولن أحب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يصلح الأزواج والأولاد، وأن يلهمنا السداد والرشاد، وأن ينفع بكِ بلاده والعباد.
فليس من مصلحتكٍ التجسس على زوجك والبحث عن أسراره؛ لأن ذلك يغضبه ويجلب لك الآلام والأحزان، والصواب أن تختاري الأوقات المناسبة لمحاورته، والاجتهاد في فهم تلك العلاقة، ومحاولة الدخول فيها، وتقديم النصائح والتوجيهات للطرفين، فإن ذلك سوف يوقف تلك العلاقات في الغالب، وقد يجلب لك هذا التصرف شيئاً من الراحة، ولعل المصلحة في أن يكون كل شيء أمامك، واجتهدي في معرفة ما يشده لتلك الفتاة.

وأرجو أن يعرف هذا الرجل أن هذا الشيء يغضب الله، وأن الإسلام لا يعترف بما يسمى بالزمالة بين الرجال والنساء.

ولا أظن أن هناك صعوبة في تغيير الأرقام الخاصة بكم، وحاولي مساعدة زوجك على التخلص من تلك العلاقة، وذلك بتهيئة البيئة المريحة، وكثرة الثناء على إيجابياته ومدحه في عمله، والثناء عليه عندما يأتي بأشياء إلى المنزل، أو يعبر عن عواطفه تجاهك، حتى لا يكون زوجك عرضة للميل لتلك الفتاة، أو البحث عن الإشباع العاطفي خارج المنزل.

ونحن نتمنى أن لا يأخذ الموضوع أكبر من حجمه؛ لأن ذلك يحول حياتك إلى قلق واضطراب مستمر، ويجبر زوجك على الهروب من المنزل، والبحث عن علاقات بديلة، يجد فيها شيئاً من الراحة وهدوء البال، ولا تظني أن الزوج يأتي إلى البيت للطعام والشراب فقط، ولكنه يأتي أيضاً للأنس والسكن والراحة، فإذا وجد الطعام وفقد اهتمام زوجته ولم يجد الهدوء، فإنه لن يكون سعيداً ولا حريصاً على استمرار العلاقة، وحاولي معرفة مفاتيح شخصية زوجك وفهم نفسياته.

وتعوذي بالله من الشيطان، واحرصي على ذكر الله وطاعة الرحمن، وقدري مشاعر زوجك، وتجنبي كثرة الكلام والمشاجرات فإنها تجلب الندامات، وليس هناك ما يزعج طالما أن هذه الفتاة في بلد آخر، ولا يوجد ما يدل على أنه يبادر بالاتصال، وذكري زوجك بالله، واعلمي أن طاعتك لله تصلح لك زوجك وتجلب لك الخيرات.
والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً