الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب وجود نوبات هلع ومشاكل في الجهاز الهضمي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أتقدم بفائق الشكر والتقدير للقائمين على هذا الموقع.

عانيت بعد وفاة جدي -رحمه الله- قبل 3 أشهر من نوبات تكزز وإحساس بالموت، كانت تحدث بعد البكاء بشدة، قال الأطباء أنها نوبات نقص كالسيوم، لكن بعد القيام بالفحوصات وجدت نسبة الكالسيوم معتدلة، مع نقص حاد في الفيتامين (د) أقل من 8، وبعد 15 يوما ودون سابق إنذار أحسست بتسارع شديد في نبضات القلب واختناق، وإحساس لا أعرف كيف أصفه، كأن شحنات كهربائية صعدت من أطرافي السفلية إلى جسدي، وإحساس بقرب الأجل، قمت بتهدئة نفسي مرتين، لكن في الثالثة أحسست برجفة واختناق شديد، قمت بعدها بقياس ضغط الدم، نسبة السكر في الدم، وتخطيط القلب، وكان كل شيء طبيعيا إلا نبضات القلب كانت عالية 110، عانيت بعدها من خوف من تكرار النوبة، مع ضربات قلب سريعة وإعياء ودوخة عند الوقوف وبكاء بدون سبب وإمساك، وكنت أعاني في الليل من خمول حاد جدا، وضيق تنفس مع أرق أحيانا، حتى أظن أني سيغمى علي، وهبوط حاد في الدورة الدموية.

قال الطبيب أني أعاني من القولون العصبي على الرغم من عدم وجود آلام في البطن، أعاني أحيانا من حالة غريبة، شعور بالغرابة وعدم القدرة على التركيز والنسيان، والشعور بأن جسدي فارغ وروحي منفصلة عن جسدي، مع ألم حاد في الطرف السفلي الأيمن، وإحساس بالثقل وسخونة الأصابع أحيانا، أو القدم مقارنة بالقدم الأخرى، ثم برودتها، مع وسواس دائم من المرض والموت، أشار الأطباء إلى اضطراب الهلع لكن الوسواس ما زال قائما لوجود أعراض غريبة.

أجريت البارحة تحليل أنزيمات الكبد، فكانت مرتفعة tgo: 52 وtgp: 103، قمت بعمل echo للكبد والبكرياس، وكانت جميع الأعضاء سليمة، علما أني أخذت قبل شهرين دواء السيلبيريد لمدة 15 يوما، والمغنزيوم ومثبطات العصارة المعدية، ودواء الليبراكس لمدة 10 أيام.

أشكو حاليا من كتمة في الصدر وضغط في الرأس وحول الأذنين، كأني سأفقد السمع، وفي الجبهة والعينين، ورغبة في التجشؤ وصعوبته، كما أعاني أحيانا من حرقان في إحدى القدمين أو كلاهما معا، مع إحساس بثقل وتخدير القدم وسخونتها ثم برودتها، الأمر الذي أصبح يؤرقني كثيرا.

ظننت أنها مشكلة في القلب لوجود أعراض أخرى، كنبضات القلب المرتفعة وكتمة الصدر وضيق التنفس رغم أنني قمت بتخطيط القلب مرتين وكان سليما، غير أن نبضات القلب كانت مرتفعة.

تزداد الأعراض في وجود توتر أو حزن أو قلق مع وسواس دائم، أرجو الإجابة عن تساؤلاتي، هل الأعراض التي أعاني منها منبتها نفسي بحت، أم أن هناك احتمال وجود مرض آخر؟ وهل يمكن الشفاء -بإذن الله- دون اللجوء للأدوية؟

شكرا جزيلا، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك الشفاء والعافية، وأن ينفع بنا جميعاً، أسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لجدك ولجميع موتى المسلمين، وصفك دقيق جداً لحالتك، وينطبق تماماً على أدق المعايير الطبية الخاصة بما يعرف بنوبات الهلع أو الفزع أو الهرع، البدايات هي كما وصفتها، وبعد ذلك ظهرت الأعراض بصورة جلية جداً، هذه تسمى بنوبات الهلع أو الهرع وهو نوع من قلق المخاوف الحاد جداً، لا تعرف له أسباب، لكن في بعض الناس من ذوي الشخصيات الحساسة ربما يكونون عرضة لهذه الحالة.

وأتفق معك أنها مخيفة حقيقة، لكن أؤكد لك إنها ليست خطيرة، ومن الآن أرجو أن لا تتنقلي بين الأطباء، قلبك سليم، كل أعضاء جسدك سليمة، وتصحيح فيتامين (د) أمر سهل جداً، عليك فقط أن تتناولي 50 ألف وحدة، حبة واحدة مرة كل أسبوع، وبعد شهرين إلى ثلاثة سوف تجدين -إن شاء الله تعالى- قد رجع إلى وضعه الطبيعي، نوبات الهرع كثيراً ما تؤدي إلى ما نسميه بالقلق التوقعي مع الوسوسة، يعني الإنسان يتوقع ماذا سوف يحدث لو حدثت له هذه النوبات مرة أخرى، متى سوف تكون النوبة التالية، هل سوف يكون معه أحد أو لن يكون معه أحد، هل فعلاً سيأتيه شعور بقرب الموت وهكذا، هذه التساؤلات المرتبطة بالقلق الافتراضي دائماً هي الإشكالية، وأنا لا أريدك أن تقعي في هذا أبداً، هذه حالة معروفة بسيطة جداً والإنسان إذا تفهمها حتى لو أتته نوبة أخرى سوف تكون بسيطة جداً وخفيفة جداً.

و-إن شاء الله- نحن نوجه لك الإرشاد اللازم فيما يتعلق بالعلاج، أولاً التجاهل هو مبدأ علاجي رئيسي، ثانياً تجنب السهر مهم جداً، تطبيق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس التدرجي قبض العضلات وشدها هذه مفيدة جداً، وأنت -الحمد لله- مختصة في العلاج الطبيعي والفيزيائي فلا بد أن تكون لديك فكرة عن أهمية تمارين الاسترخاء، فأرجو أن تطبقيه على نفسك، أيضاً الرياضة المشي مهم جداً، حسن إدارة الوقت مهم جداً، وأن تشغلي نفسك بما هو مفيد هذا من وجهة نظري علاج مهم.

ولا تتنقلي بين الأطباء كما ذكرت لك، لكن لا بأس مثلاً أن تقومي بإجراء فحوصات عامة مرة كل ستة أشهر هذا أمر جيد جداً، أيضاً أريد أن أنصحك بدواء واحد بسيط سليم فاعل غير إدماني ولا يؤثر أبداً على الهرمونات النسائية، الدواء يسمى استالبرام هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريا سيبرالكس، تبدئين بتناول نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرامات، أي تتناولين 5 مليجرامات يومياً لمدة 10 أيام، ثم اجعليها 10 مليجرامات يومياً لمدة شهر ثم اجعليها 20 مليجرام يومياً لمدة شهرين، ثم 10 مليجرامات يومياً لمدة شهر، ثم 5 مليجرامات يومياً لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي على تناول العلاج، هذه هي الأسس العلاجية من الناحية النفسية والسلوكية والاجتماعية والدوائية، أنت ذكرت أنك تودين العلاج دون اللجوء إلى الأدوية، لكن أنا رأيت من الواجب أن أعطيك الخطة العلاجية المتكاملة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً