الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تجاوز الشعور المفرط بالحزن والميل الشديد للأنثى

السؤال

السلام عليكم. ‏

منذ عامٍ وأنا أعاني من الحزن، فأنا دائماً حزين ولا أدري ما سبب هذا الحزن، حتى في المواقف المفرحة ‏أشعر بالحزن، وأفضل أن أكون بمفردي، وأتعلق دائماً بأي أنثى أراها، ولا أدري لماذا.‏

أرجوا من سيادتكم الإفادة، أفادكم الله.‏

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لا شك أن مفهوم الحزن والفرح هو مفهوم إنساني عاطفي، وهو أمرٌ نسبي يتفاوت من إنسان إلى إنسان، ويعتمد في كثيرٍ من الحالات على توقعاتنا.

فالشعور الدائم بأنك حزين، أرى أنه ربما تكون هنالك مبالغة في مثل هذه المشاعر، أو أن توقعاتك ليست متطابقة مع الواقع، والشعور بهذا الحزن المطبق ربما أيضاً يكون نتيجةً لنوعٍ من الاكتئاب النفسي، ولكن لا أتصور أنك تعاني من اكتئاب مطبق، فأنت في عمرٍ لا يحدث فيه الاكتئاب المطبق للدرجة التي تجعلك حزيناً حتى في المواقف المفرحة، وعليك أيها الأخ الكريم أن تتفاءل وأن تستجلب الفرح لنفسك والسرور لنفسك، وأن تسأل الله أن يبعد عنك الهم والغم والحزن، فهذا أمر ضروري جداً جداً، وأن تحضر نفسك نفسياً، وتقول دائماً: سوف أفرح في المواقف المفرحة بإذن الله.

أما قصة الانعزال، وأنك تفضل أن تكون لوحدك، فهذه أيضاً ربما تكون متعلقة بشخصيتك، أو كما ذكرت سابقاً الإصابة بنوعٍ من الاكتئاب النفسي، والذي أرى أنه في حالتك ليس من النوع المطبق.

الجلوس مع النفس مطلوب في بعض الأحيان، ولكن لا بد لك أيضاً أن تدفع نفسك وتختلط بالآخرين، وعليك أن تكتب برامج يومية تقول فيها على سبيل المثال: إني في فترة الصباح سوف أقوم بكذا، ثم بعد ذلك تحدد وقت لزيارات بعض الأصدقاء أو الأرحام من الأهل.

فإنه من الضروري جداً تنظيم وقتك، وأن لا تطلق لنفسك العنان في الابتعاد عن الآخرين، ولكن تضع برامج وأوقات تحددها بدقة وتلتزم بها، حتى تتواصل مع الآخرين.

سيكون أيضاً من المفيد لك أن تتناول أحد الأدوية التي تُساعد في علاج الانزواء والانطواء، وتحسن المزاج أيضاً إن شاء الله، وتبعد عنك الحزن، وهذا الدواء يُعرف باسم بروزاك، أرجو أن تتناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم لمدة خمسة أشهر، هذا الدواء من الأدوية الطيبة الفعالة التي تُزيل إن شاء الله الحزن وتشرح صدرك ونفسك.

أما قضية التعلق بالإناث، فأقول يجب أن تكون لديك القوة والإرادة في إحجام نفسك عن هذا الأمر؛ لأن الإنسان مسئولٌ عن تصرفاته في مثل هذه المواقف، وهذا شيء يا أخ محمد لا ترضاه لنفسك وعرضك فكيف ترضاه لغيرك!! فهذا أمر مرفوض، وعليك أن تنظر للأنثى مثل ما تنظر لأمك وأختك وأرحامك ومحارمك، أما التعلق المفرط والذي يؤدي إلى أفكارٍ وربما سلوك انحرافي فهذا لا شك أنه مرفوض، وهذا لا يُعالج بالدواء إنما يُعالج بالإصرار والعزم والسيطرة على النفس وعلى المشاعر.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً