الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعالج من الوسواس القهري الفكري؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 22 سنة، منذ فترة شهر وعشرة أيام بالضبط أصبت بنوبة ضيق نفس، وذلك بعد الإصابة بالقليل من أعراض كورونا -لم أتأكد إن كانت كورونا-، ومنذ ذلك الحين أوسوس بالأمراض.

راجعت الطبيب، وأكد بأن صحتي سليمة، ولكن لم تذهب تلك الوساوس، فأصبح وسواس الموت أو الجنون، وكنت على يقين بأن هذه الأمور ستحصل رغم علمي أنني أتوهم، لأن لا أحد يعلم الغيب، وتطورت حالتي للقلق الدائم والخوف والشعور الذي يأتي في المعدة جراء هذا الخوف، حتى لجأت للطبيب النفسي، ومنذ يومين كانت أول جلسة، وشخصني بالوسواس القهري الفكري.

كنت أتصفح على الإنترنت عن السحر والشعوذة، وعند تصفحي وجدت أعراض الفصام، وأحد المصادر يقول: يمكن أن تبدأ قبل سنوات من خلال العزلة، وأنا منذ أن امتلكت هاتفا شخصيا انعزلت، وأصبحت أحب الظلام، وأن أكون لوحدي، وكان قد حصل لي أعراض ضيق النفس منذ سنة، وشخصني الطبيب بنقص الفيتامينات، ونصحني بالرياضة والحركة، لأنني لا أتحرك أبدًا، وخاصة مع الحجر واعتماد التدريس عن بعد، ومنذ ذلك الحين أصبحت أنسى أشياء كثيرة، حتى أشياء ومواقف قد حدثت بيني وبين صديقاتي، وهناك أناس كنت أعرفهم في المدرسة قبل سنتين، ولكن ليس معرفة شديدة، مع العلم أنني لا أهلوس، فهل هذا حقاً مجرد وساوس؟ أم أنني مصابة بالفصام؟ لأن في إحدى الاستشارات التي قرأتها لديكم يقول إنه قد تظهر على شكل أعراض وسواس، ولكن هي في الأصل فصام، أرجو الرد بأسرع وقت، فأنا قلقة جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على تواصلك معنا في الشبكة الإسلامية.

نعم ذكرت في رسالتك يُفسّر كثيرًا ممَّا يتعرض له كثير من الناس في ظل جائحة الكورونا، ممَّا أُصيب الكثيرون من القلق والتوتر، والذي قد وصل معك إلى نوبة الهلع أو الذعر - كما يُسميها البعض - ولكن طمأنك الطبيب بأن صحتك سليمة ولله الحمد.

ليس غريبًا في ظل هذا التوتر والقلق أن تظهر بعض أعراض وسواسية قهرية، وكما ذكرت في سؤالك كان هذا يتعلق بأفكار الموت وغيرها، وهذه أيضًا ردة فعلٍ ربما شبه طبيعية لظرف غير طبيعي، وهو جائحة الكورونا، حتى ظننتِ أنك قد تفقدين عقلك، وما هذا بحاصلٍ بإذن الله تعالى.

نعم القلق الدائم والخوف يمكن أن يُؤثّر بالإنسان بشكل كبير، بحيث تتطور عنده بعض الأعراض الوسواسية القهرية، والجيد أنك ذهبت إلى طبيب نفسي وشخّص عندك أعراض الوسواس القهري، وغالبًا أنه بدأ معك منذ أشهرٍ.

أمَّا موضوع الفصام فهو بعيدٌ عنك كل البعد -ولله الحمد-، ولكن يبدو أنك شديدة الحساسية، حيث عندما تقرئين عن أمراض أو أعراض نفسية تبدئين تتوهمين بأنك مُصابة بهذه الأمراض أو هذه الأعراض، كما حصل معك في موضوع الفصام.

الفصام اضطراب له أعراضٌ وعلاماتٌ كثيرة، ليس عندك شيئًا منها، فاطمئني، و-إن شاء الله- أمورك طيبة، {ومن يتوكل على الله فهو حسبُه}.

أمَّا موضوع الهاتف الجوّال وعزلتك عن الناس، حتى إنك بدأت ترتاحين لوجودك في غرفة مظلمة ولم تعودي تمارسي الرياضة أو غيرها من الحركة؛ فأنت أدرى بأهمية تغيير هذا النمط من هذا النمط السلوكي، ورمضان الكريم الذي ننعم في ظلاله الآن شهرٌ نافعٌ جدًّا لتغيير العادات وتغيير السلوكيات، فعليك أن تعيدي النظر بطريقة تعاملك مع الهاتف الجوال، حاولي أن تُحددي زمن استعمال الهاتف الجوال للتطبيقات المختلفة، ثم ابدئي بممارسة بعض الأنشطة، كالرياضة والمشي، ولقاء الناس.

وما ذكرت في موضوع النسيان وأنك بدأت تنسين بعض أسماء صديقاتك: فهذا أيضًا متفهم بسبب ظروف التوتر والقلق الذي تعانين منه، وهذا أيضًا معروف، فلا تقلقي على موضوع الذاكرة أو موضوع النسيان.

حفظك الله من كل شر، وأعانك في الشهر الكريم على الصيام والقيام وتعديل السلوك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً