الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البكاء عند المواقف المهينة والمؤثرة

السؤال

أنا شاب في الرابعة والعشرين من العمر، ولكن ما أسهل أن ينهرني أحد فتذرف دموعي، وما أسهل أن أبكي في كل المواقف المؤثرة، كوداع شخص، أو فراق مكان كنت أعيش فيه؛ بالرغم من كراهيتي لذلك المكان.

كيف أتحكم في نفسي، وأمنع نفسي عن ذرف الدموع أثناء تلك المواقف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ الباحث عن الحقيقة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الناس تختلف في عواطفها وتعبيرها عن وجدانها وكيانها، فهنالك من هم سريعو التأثر، وهنالك منه هم أكثر قوة، وربما يكونون أكثر قسوة من الآخرين، والمطلوب طبعاً هو الوسطية، أي أن يكون الإنسان وسطاً في التعبير عن عواطفه، والمواقف التي تتطلب التأثر يجب أن يتأثر الإنسان فيها، والمواقف التي لا تتطلب ذلك يجب أن لا يتأثر الإنسان فيها.

أنت محتاج حقيقةً لأن تعبر عن نفسك أولاً بأول، وربما أنت حساس جداً، كما أنك تكتم بعض الأشياء في داخل نفسك، وهذه الأشياء تتراكم، ويحدث نوع من الاحتقان، وهذا الاحتقان يتحول إلى تعبير عاطفي لا يلائم الموقف، وأنت محتاج أيضاً أن تخاطب نفسك، بأن تقول يجب أن أصبح أكثر قوة، ويجب أن أصبح أكثر قدرةً، وأن لا أكون سريع التأثر.

ثالثاً: يمكنك أن تضع درجاتٍ للمواقف العاطفية، أي تقول أن هذا الموقف يجب أن أعطيه الدرجة الأولى، أو هذا الدرجة الثانية، أو هذا الثالثة، ويجب أن لا أتاثر إلا إذا كان الموقف من الدرجة الثالثة أو الرابعة مثلاً.
هذه التمارين الذهنية جيدة وفعالة، وإن كان يصعب تطبيقها لدى البعض، ولكنها ليست مستحيلة أبداً.

أنت محتاج أيضاً للتواصل الاجتماعي مع الناس، وعليك أن تساهم في الأعمال الخيرية وتنظم إلى الجمعيات، خاصةً التي تعمل في نجدة الآخرين، حتى ترى الصعوبات التي يعيش فيها بعض الناس، ومن هنا تكون نفسك أكثر قوة، وأكثر صموداً أمام المواقف العاطفية.

ختاماً: لا أرى أنك تعاني من أي مرض، ولكن هذه الظاهرة، وأقول لك اسع لأن تكون أكثر قوة في مواقفك، وإن كان دائماً القلب الضعيف أفضل من القلب القاسي.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً