الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع الزميلة التي لا تعاملني بالمثل؟

السؤال

السلام عليكم.

حدث معي موقف، بأن إحدى صديقاتي سبقتني في الاختبار، وأزعجتني بالكلام كثيراً، علماً بأني لا أفعل ذلك عندما أسبقها أنا.

سؤالي هو: إن كنت أعرف معلومة في الدراسة ولم أخبرها بها هل آخذ إثماً على ذلك؟ حيث إني أشعر بتأنيب الضمير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مايا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك وأن يقدر لك الخير، وأن يرزقك خيري الدنيا والآخرة.

أختنا الكريمة: لقد سرنا سؤالك، لأنه يبين عن فتاة لا تحب أن تعصي الله، وتتحرى ما يرضي الله تعالى، وهذا دليل خير فيك، نسأل الله أن تكوني أفضل مما نظن.

أختنا: إن ما حدث من حديث صديقتك لك الذي أزعجك حين تقدمت عليك؛ هو من قبيل التسابق بين الطلبة، وهو أمر يختلف حدةً بين طالب وطالب، وقد ظهر منك سلوك مخالف لسلوك صديقتك، حيث لم تزعجيها بالكلام أو تظهري لها ما يعكر صفو خاطرها، ونحن نرى هذا السلوك الأفضل والأقوم، لكن الآخر لا يعني سلوكاً عدوانياً بقدر ما هو سلوك طلابي غير محبب.

أما الحديث عن إخفاء معلومة عنها فالقاعدة الحاكمة: أن الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس، وأنت لو علمت أن صديقة لك أخفت عنك معلومة كنت تحتاجين إليها، لا شك أن ذلك سيغضبك منها، وهذا بالطبع -أختنا- ما يحدث مع أي أحد، قد يعد إثماً إن كان بقصد الإضرار المتعمد، وقد يعد من قبيل المعروف والأجر المفقود عنك إن لم تكوني قاصدة الإضرار بها.

لا شك أن أقل تعاون بين الصديق وصديقه مع النية الحسنة هو من المعروف، وأجره عند الله عظيم، فقد سئل صلى الله عليه وسلم عن أحب الناس عند الله فقال : (أنفعهم للناس).

عليه فاستغفري الله تعالى مما حدث، ولا تخبري صاحبتك أو أي أحد بذلك، واجتهدي في عدم تكراره منك لأي أحد، واحتسبي الأجر في ذلك.

كما أن هناك ثابتا علميا يدركه من يتمرس عليه: وهو أن المعلومة التي تتدارسينها مع أصحابك تثبت في رأسك أكثر.

أخيراً: إننا نؤمن جميعاً -أختنا الكريمة- أن الأقدار غالبة، وأن ما قدره الله كائن لا محالة، وأن العبد عليه السعي وبذل قصارى الجهد، ثم يتوكل على الله بعد ذلك.

نسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً