الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج عدم حب الاختلاط والتجمعات؟

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوج، وبعمر 40 سنة، حالتي الصحية جيدة، عندي مشكلة في موضوع عدم حب الاختلاط، أو حضور المناسبات، وأتجنب الأصدقاء عند رؤيتهم، وقليل الكلام، ودائماً أحس أن الناس المحيطة بي لا مهتمين بي.

أتغاضى عن التدخل في أمور خاطئة تحدث أمامي، ولي الحق أن أتكلم وأمنع الخطأ، فهل هذا رهاب اجتماعي؟ دائماً أرهب المقابلات الشخصية أو أرهب من حل أي مشكلة عندي.

بماذا تنصحونني للعلاج؟ سمعت كثيراً عن دور دواء الزولفت أو سيبرالكس أو باروكستين، وأثق دائماً في نصيحتكم وآرائكم السديدة.

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر الشبكة الإسلامية.. ونشكرك على سؤالك مما فيه من تفاصيل.

نعم قد يشير ما ورد في سؤالك إلى حالة من الرهاب الاجتماعي أو الفوبيا الاجتماعية، حيث تشعر بعدم الارتياح في المناسبات، ولذلك تتجنب لقاءهم، والحديث معهم، وإذا حضرت تجد نفسك قليل الكلام، هذا من جانب، ولكن قد يشير أيضاً ما وصفت في سؤالك إلى طبيعة شخصيتك التي ربما تميل إلى شيء من الانطوائية، وليس هذا بشيء معيب، ولا يشير إلى خلل، ولكن طبيعة الناس مختلفة، فمنهم الاجتماعي ومنهم من يفضل قلة الاختلاط بالآخرين.

المهم يبدو من سؤالك أنك تريد تجاوز هذا والانطلاقة والشعور بالثقة بالتواصل، وحضور مجالس الآخرين، لذلك لا أنصحك حالياً بأي علاج دوائي، وإنما أنصحك بالعلاج السلوكي، والذي يقوم على عدم تجنب مثل هذه المواقف، والاجتماعات، وإنما مواجهتها والإقدام عليها.

التجنب لا يفيد، بالعكس يزيد المشكلة تعقيداً، وإن كنت تشعر عند تجنب الموقف أنك ارتحت نوعاً ما، إلا أن هذه الراحة راحة زائفة، ومع الوقت تجد نفسك أقل ثقة بنفسك، عكس التجنب هي المواجهة.

لذلك أنصحك بالإقدام على مقابلة الناس شيئاً فشيئاً، نعم ستشعر بداية الأمر بشيء من التوتر، ولكن من خلال العزيمة والإصرار والمثابرة ستجد نفسك أكثر ثقة، وأكثر إقداماً على حضور مجالس الآخرين، والحديث أمام الأصدقاء، ومع ذلك إن لم تتحسن الأمور خلال شهرين أو ثلاثة فربما يفيد عندها أن تستشير أحد الأطباء النفسيين، لربما يصف لك علاجاً نفسياً ومنه العلاج الدوائي، وإن كنت كما ذكرت في البداية أني لا أنصح بالعلاج الدوائي في هذه الحالة، فهي منتشرة، ومقدور عليها من خلال العلاج السلوكي.

أدعو الله تعالى لك بالتوفيق والسداد والنجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً