الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نتفادى أذية قريبة زوجي؟

السؤال

السلام عليكم.

هناك مشاكل عائلية بين زوجي وابنة خاله، وهي معلمة في روضة ابني، مما حدث احتكاك قوي بيننا وبينها، فهي سليطة اللسان وتسب، ولقد سبت زوجي بمجرد أنه تفوه بكلمةٍ يحذرها من أذية الطفل، فذهبت إلى الشرطة واتهمت زوجي بأنه تهجم عليها كذبا، ولقد قال لها الضابط بأنه موضوع لا يستحق، ولكنها أصرت حتى انتهى الموضوع بكتابة تعهد من ناحيتها وناحيتنا.

وفي اليوم الثاني عندما ذهبت إلى الروضة لأحضر ابني وجدتها تنظر إلي بكل استهزاء وتضحك، وعملت لنا مشاكل مع المدرسات، والآن ماذا أفعل؟ وكيف أتصرف؟ لأني في حالة ذهول من الذي حدث، لا أصدق أن واحدة ممكن أن تفعل كل ذلك رغم جهة القرابة، علماً أنها أمام الضابط كانت تسب وتهين زوجي والضابط كان واسطة أحضره زوجها، ماذا أفعل؟ أفيدوني أفادكم الله.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي الكريمة! نسأل الله أن يصلح ذات بينكم، وأن يعين الجميع على صلة الرحم وطاعة الرحمن، وأن يلهمنا وإياكم السداد والرشاد.

إنه لمؤسف حقاً أن يكون الصغار ضحية خصومات لا يد لهم فيها؛ لأن الأطفال على البراءة ولا يسعدوا إلا في بيئة الفرح والمرح مهما كانت الظروف المحيطة.

ولا يصلح مدرساً للصغار من يحمل الحقد والخصومات التي تكون بين الأقرباء؛ لما لها من آثار سلبية على الصغار، فكثير ما تتوارث هذه العداوات، والشيطان همه أن يشعل العداوات والبغضاء، ومن عمل هذا العدو التحريش بين الناس، ولا يدخل الجنة قاطع رحم، وعلينا أن نقابل الإساءة بالإحسان، وقد (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحلم عنهم ويجهلون علي، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ) ومع هذا فلم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بتركهم وقطع الصلة بهم، ولكن بشره ورغبه في الصلة فقال: (لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل) يعني الرماد الحار، وهذا إشارة للذنوب التي يرتكبونها بسوء معاملة هذا الرجل، (ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك).

والمسلم يصبر على أذى أرحامه؛ لأن صلة الأرحام طاعة لله، والجنة مهرها غالٍ، والإسلام دعا إلى أن نصل من قطعنا ونعطي من حرمنا ونعفو عمن ظلمنا، قال تعالى: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين).

وقال الشاعر:
وذو سفهٍ يقابلني بجهل **** فأكره أن أكون له مجيباً
يزيد سفاهةً وأزيد حلماً **** كعود زاده الإحراق طيباً

و(ليس الواصل بالمكافئ -الذي يقابل المعاملة بالمثل- ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها)، وإذا تضرر الطفل من هذه المرأة فيمكن نقله إلى روضةٍ أخرى تفادياً للشر وصوناً لعلاقة الرحم التي أمر الإسلام برعايتها.

نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يعين الجميع على طاعته، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً