الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أقبل الزواج من شخص لا أتقبل شكله؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 38 سنة، تقدم لي الكثيرون ولكن لم أجد صفات طيبة مجتمعة مثلما وجدت في آخر شخص تقدم لي، ولكن مشكلتي أنني أشعر أنه أقل مني حجما، ممكن يكون في طولي، ويوجد تقوس في رجله، وأخاف أن أرفضه لأن فيه صفات جيدة، وهو متفاهم، وأية نقطة نتكلم فيها يحاول يبسطها، وأنها ليست مشكلة، فأخاف أن أوافق فلا أتقبل شكله مستقبلا.

لما قابلته وتكلمت معه لم أشعر بنفور من شخصه، ولا إقبال تام عليه، وأقول لنفسي: أن سبب عدم الإقبال هو موضوع العيب الشكلي، فهل لديكم رأي لعله يساعدني في اتخاذ القرار؟

مع العلم أنني قبل القبول كنت أصلي الاستخارة، وبعدما قبلته مرة أكون مبسوطة ومرة أكون متخوفة، آسفة على الإطالة.

وشكرا جزيلا لاهتمامكم بالرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يحفظك وأن يرعاك، وأن يقدر لك الزوج الصالح، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أختنا الكريمة: إننا نحمد الله إليك، تقدم هذا الشاب لك، الذي جمع الله فيه من الصفات ما كنت تبحثين عنها، وهذا من فضل الله تعالى عليك.

ثانيا: لن يجد الرجل في المرأة كل ما يحب، كما لن تجد المرأة في الزوج كل ما تريد، والحكمة قاضية بأن نبحث عن الأصول التي لا يرد الرجل إلا لأجلها ثم بعد ذلك نتعايش مع البقية، والخاطب كما تفضلت صاحب خلق ومتفاهم معك ونظن أنه متدين في نفسه، وهذا يدفعنا إلى القبول به وحثك عليه.

ثالثا: كثيرا ما يقف الشيطان حاجزا ليمنع وصول الخير للغير، وهذا يفسر خروجك معه أحيانا وعدم شعورك بشيء، فاستعيذي بالله منه، فإن العين تضخم المساوئ وتهون المحاسن إذا كانت في الحلال.

رابعا: ما ذكرته من ملاحظات لا تعيب الرجل ولا تنقص من قدره، والحكمة تقضي بوضع هذه الملاحظات بجوار المحاسن حتى تنعدل الرؤية تماما، خاصة وقد ذكرت أنه أفضل من تقدم من حيث الصفات التي تمنيتها

خامسا: قد كان من ذكائك في السؤال أن صدرته بالحديث عن العمر، وهذا يعني أنك مستوعبة تماما لهذا، فالمتاح هذا العام قد يكون حلما بعد ذلك، لذا ننصحك بالتجاوب الجيد مع هذا الخاطب بعد الاستشارة والاستخارة.

نسأل الله أن يبارك فيك وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً