الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصداع والخفقان والخوف يهاجمون حياتي ولا أعرف الخلاص، ساعدوني!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على هذا الموقع الجميل، وأحبكم في الله.

عمري 36 سنة، متزوج منذ 4 أشهر، كنت في صلاة الجمعة وفجأةً شعرت بالخوف والتعرق والدوار، وقلت لنفسي بالتأكيد سأموت، وبعد أسبوع كنت أتمشى وشعرت بدوخة، عدت إلى البيت وخفت كثيراً، وعانيت من الدوار والتشويش والصداع خلف الرأس، صداع ممتد إلى الجبهة، مع الألم والتفكير بالمرض.

ذهب في اليوم التالي وأجريت فحوصات عامة، وتخطيط قلب، و-الحمدالله- كلها سليمة عدا فيتامين d، كان 7 ،وبعد ذلك ذهبت إلى دكتور الأعصاب وقال لا يوجد بك شيء، وكتب لي دواء اسيتالوبرام، لم أتناول الدواء.

بعدها فكرت وقلت لنفسي ماذا أصابني؟ وبدأ بالتفكير والخوف، وبعد بأيام شعرت بقلة الشهية، ونقصان الوزن، وخفقان القلب، بما يسمى خوارج الانقباض، وألم في الصدر، وتعب، مع انخفاض الطاقة، وحرارة، وصداع، وتعرق في اليدين، وشعور بالموت.

من ذلك اليوم أثر كل هذا على حياتي وشغلي، عندما أخرج من البيت أو عند الابتعاد والخروج للعمل يراودني خوف وخفقان، وعند الرجوع للبيت أرتاح بنسبة 50%.

ماذا أفعل؟ أرجو منكم تشخيص حالتي، لأن الصداع وخوارج الانقباض دمر حياتي.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Salar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وجزاك الله خيراً على ثقتك في هذا الموقع، وأحبك الذي أحببتنا فيه.

أيها الفاضل الكريم: أنت وصفت حالتك بصورة ممتازة ودقيقة جداً، فالنوبة الأولى التي أصابتك في صلاة الجمعة نسميها بنوبة الهرع، أو نوبة الفزع، أو نوبة الهلع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد الذي يأتي دون مقدمات، وبالفعل له أعراض جسدية كثيرة: كالتعرق، الدوار، الرجفة، ومن الأعراض النفسية الكثيرة الشعور بالقلق، وخفة الرأس، وربما الشعور بأن الموت قادم، أو أن الإنسان قد دنى أجله.

هذه الحالة معروفة جداً -يا أخي-، وطبعاً لا علاقة لها بالموت أبداً فهذا مجرد شعور قلقي، والأعمار بيد الله، بعد ذلك -يا أخي- بعد انقضاء النوبة من الواضح أن قلق المخاوف ظل يلازمك من وقت لآخر، وقلق المخاوف كثيراً ما يكون مرتبطاً بنوبات الهلع والفزع.

الحالة بسيطة -إن شاء الله يا أخي- أنت الآن تفهمت طبيعتها ومن أفضل طرق علاجها أن يحقرها الإنسان أن لا يهتم بها هذا مهم جداً، ويغير فكره -الفكر السلبي- يستبدله بفكر إيجابي، وفي ذات الوقت أنت مطالب بالقيام بإجراءات علاجية أخرى، أهمها: ممارسة الرياضة خاصة رياضة المشي، أو رياضة الجري، والعلاج الثاني وهو مهم جداً تطبيق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة، تمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها، هذه التمارين تتطلب نوعاً من التدبر والتأمل والاستغراق الذهني، ويا حبذا لو دربك أحد الأخصائيين النفسيين عليها، وإن لم يكن ذلك متاحاً فتوجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، كما أن إسلام ويب أعدة استشارة رقمها (2136015)، يمكنك الاستعانة بها -أيها الفاضل الكريم- وتطبيق ما ورد فيها من إرشادات وهذا سيكون مفيداً لك جداً.

أخي: يجب أن تحرص على تجنب السهر فهذا أمر مهم جداً، النوم الليلي المبكر يؤدي إلى ترميم كامل في عضلات الجسم وفي النفس الإنسانية، والإنسان حين ينام مبكراً يستيقظ مبكراً يؤدي صلاة الفجر ويبدأ يومه بداية حسنة وإيجابية، وهذا يضيف كثيراً إلى صحتك النفسية، خفقان القلب، وخوارج الانقباض، هي حالة حميدة يتسارع فيها القلب وينزعج لها الإنسان لكنها ليست خطيرة أبداً، هي تعالج من خلال الاسترخاء، من خلال التجاهل، أن تخفف كثيراً من شرب الشاي والقهوة وكل محتويات الكافيين، ويجب أيضاً أن تحرص على تجنب الفراغ هذا يفيدك في كل حالتك هذه، تحسن إدارة وقتك كما ذكرنا لك، وتجتهد في عملك، في تواصلك الاجتماعي، في أداء عباداتك، صلة رحمك، وتكون دائماً شخصاً فعالا وإيجابياً.

أخي الكريم: تناول الدواء مهم، وقد أحسن الطبيب حين وصف لك استالبرام هو من أفضل الأدوية التي تساعد في علاج هذه الحالة، وأنا أقول لك ابدأ استالبرام والذي يسمى تجارياً باسم سيبرالكس، من الأدوية المفيدة جداً والسليمة جداً وغير الإدمانية وغير التعودية، له آثر جانبي واحد فقط أنه ربما يفتح الشهية نحو الطعام وفي قلة قليلة من الرجال قد يؤدي إلى تؤخر في القذف المنوي عند الجماع، لكنه قطعاً لا يؤثر على الصحة الإنجابية أو الذكورية عند الرجل.

جرعة استالبرام تبدأ بنصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، أي 5 مليجرام يومياً لمدة 10 أيام، ثم تجعلها 10 مليجرام يومياً لمدة شهراً، ثم 20 مليجراما يومياً لمدة شهرين، ثم تخفض الجرعة إلى 10 مليجرام يومياً لمدة شهرين، ثم 5 مليجرام يومياً لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، هذه -يا أخي- هي الرزمة العلاجية المتكاملة.

أسأل الله أن ينفعك بها، وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً