الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عانيت من نوبة الهلع ولم أجد لها حلا؟

السؤال

السلام عليكم..

منذ سنة ونصف أعاني من "panic attack"، وبالعربي تسمى نوبة هلع، السبب أني أخاف من الموت كثيرا، لدرجة أني إذا شعرت بألم في صدري أخاف أني سأموت، ثم تبدأ معي نوبة الهلع، وإذا خطر ببالي الموت تبدأ نوبة الهلع معي، وقد زات معي هذه الفترة بشكل مؤذي، كل يوم قبل النوم، وأحيانا خلال اليوم تصيبني.

أصبحت أكره النوم، أكره حياتي، أخاف من الموت، وأحيانا أخاف أن أسمع القرآن، وخصوصا الآيات التي فيها شيء عن الموت.

بحثت كثيرا عن حلول وتمارين للتخلص من هذا العذاب، أعطوني حلا لأني تعبت كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جوري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -بنيتي- عبر الشبكة الإسلامية.. ونشكر لك تواصلك معنا من أمريكا.

نعم يبدو أنه واضح لديك التشخيص أنك تعانين من نوبات الهلع أو كما تسمى البنيكا اتاك panic attack، ونوبات الهلع أو الذعر هي نوبة مفاجئة من القلق والتوتر والخوف الذي نشعر أحياناً أنه لا مبرر له، ولا نعرف مصدره، وما هي إلا ثواني حتى الأعراض البدنية كصعوبة التنفس وخفقان القلب، بحيث يشعر الإنسان وكأنه قلبه سيخرج من صدره، مع شيء من الارتعاش باليدين أو التعرق أو جفاف الفم أو غيرها.

كل هذه الأعراض البدنية مخيفة هي عادة بالنسبة للمصاب، إلا أنه في الغالب لن يحصل له شيء، وخاصة الشباب والشابات كحالتك بنيتي، فأنت ما زالت في هذا السن اليافع، فهذه هي نوبات الهلع أو الذعر.

أما كيف الحل بنيتي؟ سأذكر لك عدداً من الأمور السلوكية والنفسية ثم آتي إلى العلاج، مما يعين على تخفيف هذه النوبات، والتخلص منها نهائياً، عدة أمور منها:

- التعود على التنفس العميق والهادئ، بحيث أن نوبة الهلع تخف تدريجياً، ويمكنك أيضاً إغماض عينيك والذهاب بخيالك إلى أماكن تسرك بحيث تعطيك شيئاً من الاطمئنان.

- ويفيد أحياناً ما نسميه الحضور الذهني أو المايندفولنس، وهو أن تحاولي التركيز على أشياء محددة في الغرفة التي أنت فيها، وتلاحظي مثلاً ألوان من حولك، أو بعض الأمور الموجودة في الغرفة، بحيث أن هذا التدريب يعيدك إلى المكان الذي أنت فيه، ويمنع من أن يذهب خوفك بك بعيداً.

ومما يعين كذلك تدريبات الاسترخاء العضلي بحيث أنك تجلسين في مكان مريح، وتشعرين رويداً رويداً بإرخاء عضلاتك مبتدأة من الأعلى عضلات الرقبة، ثم الكتفين، ثم الصدر، ثم البطن، والذراعين، وهكذا.

أيضاً مما يعينك بنيتي القيام ببعض التمارين الرياضية الخفيفة؛ فالرياضة مضادة لمثل هذه النوبات.

أيضاً أذكر أخيراً قبل العلاج الدوائي والنفسي العطور، بعض العطور تساعد على الاسترخاء ومنها اللافندر، أو بالعربي تسمى الخزاما، إذا فعلت كل هذا ولم تخف عندك هذه النوبات فيمكنك أن تأخذي موعداً سواء في المدرسة أو مكان دراستك مع الأخصائية النفسية، فهي يمكن أن تعطيك بعض الجلسات الإرشاد النفسي مستعملة بعض المهارات النفسية كالعلاج المعرفي السلوكي.

أظن أن كل ما ذكرته أعلى يكفي، ولكن إن كان هذا كله لم ينجح معك كثيراً، فهناك العلاج الدوائي بأحد الأدوية النفسية المخصصة لهذا، ولا أريد حقيقة أن أذكر لك أسماء أدوية هنا، فأترك هذا للطبيب النفسي إن احتجت إلى هذا.

الخلاصة: أن نوبات الهلع منتشرة موجودة يعاني منها كثير من الناس، وإن لم يتحدثوا فيها بسبب خجلهم منها، ولكنها قابلة للعلاج، وأنا لا أشك لأنك من خلال الأيام ستتجاوزين هذه المرحلة وتعودي لما كنت عليه من الاطمئنان.

أدع الله تعالى لك بالصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً