الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من الموت وأترقبه في كل لحظة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا تلميذة مقبلة على المرحلة الثانوية، وقد مسني خوفٌ غريبٌ من الموت، في البداية لم يكن سوى خوفٌ بسيط يأتيني عند النوم لاعتقادي بأنني قد أموت غفلة لا قدر الله، ومما كان يدفعني للعبادة، وخلال اليوم أعيش حياتي طبيعية، ولكن ما حصل البارحة دمر ذلك، شاهدت فيديو يتحدث عن أسرار الموت العظمى ومن بينها أنه من الممكن أن تظهر على الإنسان علامات الموت قبل أسبوعين فهل هذا صحيح؟ أرجو الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تسنيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب.. نشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يعيننا وإياك على استغلال أعمارنا وتعمير أوقاتنا بما ينفعنا في دنيانا وأخرانا، وتذكر الموت شيء جيد إذا كان يدفع الإنسان نحو زيادة العمل الصالح والاستعداد للقاء الله تعالى والأخذ بأسباب القرب منه ونيل رضاه وجنته، فإذا كان تذكر الموت يبعث على هذا ويحفز على هذا النوع من العمل فهو نعمة عظيمة من الله تعالى منّ بها على هذا الإنسان.

والرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمر بهذا ويقول: "أكثروا من ذكر هادم اللذات"، أي قاطع اللذات وهو الموت، أما إذا كان ذكر الموت سببا للقلق والاضطراب أو سببا للقنوط وعدم الإنجاز في هذه الحياة فإنه في هذه الحالة يكون أمراً غير مرغوب فيه، وينبغي للإنسان أن يتجنبه ويعلم علماً يقينياً أن الموت قدره الله تعالى وكتب أجل هذا الإنسان قبل أن يخرج إلى هذه الحياة فلا فائدة من هذا القلق، ولا ثمرة من ورائه، كما أنه أيضاً مخالفاً لما أمر الله تعالى به وشرعه لنا من العمل، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم الساعة حتى يغرسها فليفعل"، فهذا الحديث وأمثاله فيه بيان ما ينبغي أن يكون عليه الإنسان المسلم من الإيجابية واستغلال العمر، وأن هذا الاستغلال قد يكون بعمل من الأعمال الدنيوية، ولكن يريد صاحبه من خلاله تعمير هذه الدنيا وإصلاحها لإصلاح الدين والعبور منها إلى الدار الآخرة، وهذه هي رسالة المؤمن بهذه الحياة، أن يستغل هذه الحياة الدنيا بما أمر الله تعالى به من الاستغلال ليصل من خلالها إلى الدار الآخرة.

وأنت أيتها البنت الكريمة قد شعرت بهذا الشعور الإيجابي في بعض مراحل حياتك فكان تذكرك للموت يدفعك للعبادة، وهذا تذكر مفيد وجميل، أما ما فتحه الشيطان عليك من التخويف والترويع وأنه يمكن أن تظهر عليك أو على غيرك علامات الموت قبل أن يموت بأسبوعين ونحو ذلك، فهذا لا حقيقة له، فكم من إنسان مات بوفاة مفاجئة من حوادث السير أو غير ذلك، وكم من إنسان مات صحيحاً من غير علة ولا مرض، وفي المقابل كم من إنسان مرض وطال مرضه ثم جاءه الموت بعد ذلك، وهذا أمر واضح جلي في حياتنا، بحيث لا يحتاج إلى إقامة برهان ونصب دليل عليه، ونصيحتنا لك أن تتوجهي نحو العمل الذي ينفعك عند الله تعالى، واجعلي من تذكر الموت باعثاً لك نحو الاستزادة من العمل الصالح ونحن على ثقة من أن الشيطان إذا رآك تسلكين هذا الطريق فإنه سينصرف عنك، فإذا كانت هذه الحالة بسعي منه ومحاولة منه فإنه إذا رآك مقبلة على العمل الصالح سيفسد عليه قصده وينصرف عنك إلى غيرك، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بيدك إلى كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً