الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سمعت صوت شاب يسلم على جدي فرغبت في الزواج به!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لكم سعيكم في الرد على أسئلة المتابعين.

ما أود السؤال عنه هل يثق الإنسان بما يظنه إشارة من الله إليه في أمر معين أو في شخص معين؟

قبل فترة رأيت شاباً، ولم أكن أعرفه، حيث رأيته عندما كنت مع جدي، فأحسست بأنه المناسب لي، وكأن أحداً يقول لي: هذا هو من يناسبك، ولم أكن أرى وجهه، فقط سمعت صوته وهو يسلم على جدي.

أنا أيضا لا أعرفه، فأحسست بإحساس غريب دفعني لمعرفة من هذا الشاب ذو الأخلاق العالية؟! واتضح لي أنه من عائلتنا، لكنه لم يرني، ولم أره، بسبب انقطاع الكهرباء.

هل هذه رسالة من الله لي، وبأني أدعو الله مراراً وتكراراً على أن يعلمني بما هو خير لي، وأن يرزقني بالزوج الصالح؟ فهل هذه إشارة من الله يطمئن بها قلبي أم مجرد تخيل مني؟

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ruba حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك في عمرك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

أختنا الفاضلة: إننا نتفهم تماماً سؤالك، ونعلم أن هذه الفترة في حياة الفتاة وتطلعها للزوج أمر مصاحب لها في نومها قبل يقظتها، وهذا أمر طبيعي، ونسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح، إنه جواد كريم.

أختنا: لا يخفاك أن الزواج قدر مكتوب، قدره الله عز وجل قبل أن يخلق الله السماوات والأرض، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء )، وهذا الحديث يدفعك إلى الاطمئنان وعدم الجزع، فما كتبه الله لك سيكون، فأبشري وأملي في الله خيراً.

قضاء الله خير لك مما أردته لنفسك، والله يختار لعبده الأصلح والأوفق له، وقد علمنا القرآن أن العبد قد يتمنى الشر وهو لا يدري أن فيه هلكته، وقد يعترض على الخير ولا يعلم أن فيه نجاته، قال تعالى: "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم".

هذه المقدمة مهمة جداً، لأنها ترطب القلب، ولا تجعله قلقاً عند أي همسة أو وسوسة أو حديث نفس، وكل هذا يحدث للإنسان، لكن هناك قاعدة تبين لك بجلاء الفرق بين الوسوسة وغيرها.

قبل أن نتحدث عنها لا بد أن نخبرك أن الشيطان المتربص بك لن يدع قلبك هادئاً مستقراً، بل لا بد أن يأتيك عن طريق الحلم أو طريق الإيهام أو طريق الوسوسة ليشغلك بهذه الأمور، حتى يتشتت قلبك وينصرف عن الطاعة بتتبع أخبار غيبية لا قاعدة لها ولا أساس.

قد يتطور الأمر ليريك إياه في المنام، ماسكاً المصحف أو في المسجد أو ينادي عليك، فيتعلق قلبك أكثر وأكثر، وتظنين الأمر قد حسم، وكل هذا من ألاعيب الشيطان، فاحذري من ذلك.

القاعدة -أختنا- التي بها تعرفين الوسوسة من عدمها: البناء القائم على أساس شرعي، ونعني بذلك إذا جاءك خاطب (هذا بناء) بطريق شرعي (طرق الباب وحدث أباك) ثم صليت استخارة وشعرت بها براحة أو رؤيا أو ما شابه ذلك، فإن هذه تعد فاتحة قبول إن أتمها الله عز وجل، أما غير ذلك فهو من تلاعب الشيطان فاستعيذي الله منه ولا تفكري فيه.

أختنا: انشغلي بطاعة ربك، واحرصي على المحافظة على أذكارك، وثقي أن عطاء الله المقدر سيأتيك، وأنت في كرامة محفوظة ونفس مصانة.

نسأل الله أن يكرمك وأن يسعدك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً