الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غير مرتاحة مع زوجي ولدي بنت منه، فهل أطلب الطلاق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد أن أسأل إذا كان يحق لي الطلاق في حال شعوري بعدم الراحة مع زوجي؟ ولدي بنت صغيرة منه، في أحد الأيام اكتشفت بأنه يرسل رسائل لبنات، وهي غير لائقة برجل متزوج، وعند المواجهة حلف بأنه لن يعيدها، واليوم وجدت في هاتفه نفس الرسالة قد أرسلها لبنت أخرى، إلا أنه لم يكن هناك رد من البنات عليه، علماً بأن لباس البنات كان فاضحاً، وقد كان كلامه في الرسائل المرسلة سيئاً جداً.

الفضل لله أني حسنة المظهر، والصلاة لا أقطعها، فهل لكم أن تعطوني حلاً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نسأل الله تعالى أن يُصلح زوجك ويهديه ويردّه إلى الحق ردًّا جميلاً.

ونحن نتفهم –أيتها البنت العزيزة– مشاعر الغضب التي تجدينها بسبب تصرُّفات زوجك، وتمتزج بهذه المشاعر بواعث عديدة: الغيرة، والغضب، والإحساس بجرح الزوج لك، وكلُّ هذا متفهَّم ونعذُرك فيما تجدينه في صدرك، ولكن مع هذا كلِّه لا ننصحك أبدًا بالتسرُّع لطلب الطلاق، كما لا ننصحك أيضًا بأن تسمحي لمشاعر النفور والكراهية والبغضاء لزوجك من أن تتسلّط عليك، فكلُّ بني آدم خطّاء، ولكن ينبغي أن تتأمّلي جيدًا في أخلاق زوجك، وهل هذه زلَّات عابرة وهفوات وأخطاء يقع فيها في لحظات ضعف ولسبب تعرُّضه للمغريات؟ أو أنه سلوك دائم وصار هذا منهجًا له في حياته؟

فتفكُّرُك في موضعه بهذه الطريقة يُخفّف عنك بعض الضغط الذي تجدينه في نفسك، ويُسهّل عليك التعامل مع الحدث بنتائج أقلّ ضررًا عليك، وعلى ابنتك وأسرتك الصغيرة هذه التي قد بُنيت وقامت، لذا ننصحك بالأمور التالية:

أولاً: حاولي نُصح زوجك وتذكيره بما يُقيّده عن هذه التصرُّفات، وذلك لا يكون إلَّا بالخوف من الله سبحانه وتعالى، فحاولي أن تُوصلي إليه النصائح الإيمانية، بأن تُسمعيه من المواعظ ما يُذكّرُه بلقاء الله تعالى، والحساب على الأعمال، والثواب والعقاب، والجنّة والنار، فإن الإيمان إذا قوي في القلب قيّد صاحبه عن الاسترسال مع المعاصي؛ ولذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (الإيمان قيد الفتْك).

حاولي نُصح زوجك، وحاولي أن تكوني مُحسنة له في هذا النصح، يعني: إذا أحسّ الزوج بأنك رفيقة به، وأنك تفعلين ذلك من أجله أيضًا وليس من أجل نفسك فقط، وأن الباعث لك على ذلك كما هو مصلحتُك أنت هو أيضًا الخوف عليه من عقاب الله تعالى، فإن هذه المشاعر إذا وجدت في قلبك فإن ذلك يدعوه إلى قبول النصح والتفاعل معه، ولا تيأسي من هذا، فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يُقلِّبُها كيف يشاء.

ثانيًا: ممَّا ننصحك به أن تجتهدي بقدر استطاعتك في حُسن التبعُّل والتجمُّل لزوجك.

ثالثًا: حاولي أن تربطي علاقات مع الأسر التي فيها رجال صالحون، فإنه سيتأثّر بالجلساء، والصاحب ساحب.

أمَّا عن سؤالك بخصوص طلب الطلاق؛ فإن طلب الطلاق إذا وصلت في حالٍ تكرهين فيه الزوج وتنفرين منه، بحيث تخافين من أن تُقصّري في حقوقه التي أوجبها الله تعالى عليك، إذا وصل بك الحال إلى هذه المرتبة فإنه يجوز لك أن تطلبي الطلاق، وهذا رأي كثير من العلماء، وبعضهم يُجوّز طلب الطلاق مطلقًا، ولكن قد بدأنا الاستشارة ببيان أنه ما ينبغي لك أن تُسارعي إلى طلب الطلاق وتهديم أسرتك بعد بنائها.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بيدك إلى الخير، ويُصلح زوجك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً