الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيرت حياتي وعلاقاتي وكل شيء، فما سبب ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بعمر 18 عاماً، بدأت مشكلتي منذ 3 أو 4 أعوام، انقلبت حياتي إلى الأسوأ، فشلت في دراستي 3 مرات، وأشعر بعدم الرغبة في عمل أي شيء، أنفر من القرآن والصلاة وكل العبادات، بدأت أكره عائلتي أبي وأمي.

أشعر بعدم الرغبة في مشاركة عائلتي أي شيء، وأفضل العزلة والانطواء التام والوحدة، تركني جميع أصدقائي بدون سبب، أصبحت عاصيًا لربي، وعاقًا لوالدي، تغيرت كل حياتي إلى الأسوأ.

أشعر بالضعف والذل في نفسي وشخصيتي، والخوف بدون سبب، أشعر بالجفاف العاطفي، وكل شيء يقال لي يهز نفسي، أصبحت أميل إلى المعاصي، وأشاهد أفلاما إباحية، وأنظر للنساء، بخلاف السابق لم أكن كذلك أبداً، كنت قائداً في فصلي الدراسي والأول على الدوام، وأصلي الصبح في المسجد، ومطيعا لوالدي ووالدتي وأحبهم ولا أكرههم أبداً.

كنت أشعر بالإيمان والمحبة لله في قلبي، وكانت نفسي عفيفة لا تفعل ما لا يرضي الله أبداً، وقد تفوقت في تعليمي وتمت إذاعتي الأول في الولاية بنسبة 98.4‎%‎، ولكن تغيرت حياتي تماماً لما ذكرته سابقاً.

أنا الآن أملك المقومات والكفاءة، وأفشل ولا أوفق في أي شيء أفعله، لا أدري هل هذا حسد أم عين أم أن قدري أن يؤخذ كل شيء من بين يدي وأعيش في ذل وقهر ومعاناة نفسية؟ لا أعرف ماذا أفعل؟ أرجو الإفادة في حالتي، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك حُسن العرض للسؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على العودة إلى ما كنت عليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

لا شك أن العودة إلى الوضع الذي كنت عليه والنعمة التي كنت تنغمر فيها يبدأ بالتوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، فنسأل الله أن يعينك على أن تعود إلى الله، ونبشِّرك بأن التوبة تجُبُّ ما قبلها، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأرجو أن تعلم أيضًا أن في بر الوالدين الخير الكثير، وأنت بلا شك تعرف هذه الأمور، والإنسان لا بد أن يقهر نفسه ويُخالف هواه، ويحرص دائمًا على البُعد عن المعاصي، فإن المعاصي هذه لها شُؤمها وثمارُها المُرَّة.

نقترح عليك أيضًا أن تحرص على مسألة الرقية الشرعية، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، فإن العين حق، ولكن الإنسان إذا واظب على أذكار الصباح والمساء وقرأ على نفسه الرقية الشرعية فإن ذلك ينفعه فيما نزل وفيما لم ينزل، فاستعن بالله وتوكّل عليه، واطلب مساعدة الأهل، وتجنّب – كما قلنا – المعاصي، وخاصة المعاصي المتعلقة بالنظر والأفلام الإباحية؛ لأنها تُشوش على صفاء النفس وتُبعد عن أداء الفرائض والواجبات، وتُبعد الإنسان عن الحياة المستقرة والحياة التي فيها طمأنينة، والمعاصي تأتي بغيرها من المعاصي.

أنت -ولله الحمد- ممَن ذاق حلاوة الطاعة وذاق حلاوة النجاح، فاشكر الله تبارك وتعالى الذي وفقك بالأمس، واعلم أن التوفيق اليوم وغدًا وفي كل وقتٍ بيد الله تبارك وتعالى وحده، وامتلاكك لهذه المؤهلات دليل على أنك بعون الله تستطيع أن تعود، فابدأ بما أشرنا إليه:

- الدعاء، والاستغفار، والتوبة النصوح.
- القرب من الوالدين وطلب دعائهم.
- المحافظة على أذكار الصباح والمساء.
- ترتيب جدول المذاكرة.
- البُعد عن مشاهدات الحرام والمخالفات الشرعية؛ لأن لها شؤمها وثمارها المُرَّة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الخير.

نحب أن نؤكد أن شعورك بالخلل هذا هو بداية التصحيح، ولكن لا بد من خطوات إيجابية، تبدأ بتوبة لله نصوح، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك.

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً