الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش التخيلات حتى وصلت مرحلة صعبة تؤثر على مستقبلي!

السؤال

السلام عليكم.

لدي مُشكلة وهي أني أتحدث مع نفسي كثيرًا، أتخيل بأن هناك أشخاصاً يسمعونني، وأبدأ في الضحك والتحدث معهم، وأحيانًا أبدأ في البكاء، وأقوم بخلق سيناريو، وأضع نفسي الأفضل دائماً، وأتحدث مع نفسي وأضحك على ما يقوله أشخاص غير موجودين، وأتحدث معهم، وأبكي إذا حدث لأحد منهم شيء، كموت أحدهم أو مرضه، وأبكي بشدة.

وأحياناً أتخيل أني مريضة قلب، لا أعلم لماذا؟ يمكن لأني منذ صغري ليس لدي أصدقاء، أو أشخاص يحبونني، في الوقت الذي كل أصدقائي لديهم صديق عزيز، وأرى أنهم يستغلونني إذا ما احتاجوا لشيء، وبعد أن أساعدهم يتركوني، وأشعر بذلك بطريقة ملحوظة جداً.

وأيضاً أنا لم أفترق عن أمي أبداً، وهذا العام أجبرتُ على الدراسة في بلد هي ليست فيها، وذلك لأني في مرحلة الثالث الثانوي، وأنا وافقت لأني أريد أن أحقق حلمي، وأصبح طبيبة، لكن هذه التخيلات تؤثر علي، وتجعل علاقتي مع الله تهتز وتصبح سيئة، وأحياناً أترك الصلاة؛ لأني أعتبر نفسي أجرمت في حق الله، ولا أعرف ماذا أفعل؟ أصبح الموضوع مُتعبًا، أظن بأنني مجنونة أو ما شابه، فما هو تشخيص حالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريماس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -بُنيّتي الكريمة- عبر الشبكة الإسلامية، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، وأدعو الله تعالى أن يحفظك ويحفظ عليك دينك، وأن يُساعدك لتكوني من المتفوقات الناجحات في دراستك.

بُنيتي: ليس من الطبيعي أن يسمع الإنسان أصواتًا لأشخاص ليسوا أمامه، ويتخيل وجودهم أو يسمع أصواتهم، والتي نسميها بـ (الهلوسات السمعية)، هي عرضٌ من أعراض حالات الذهان، إلَّا في حالات نادرة، هناك بعض الأشخاص يسمعون صوت أفكارهم، أي يفكّرون بصوتٍ مسموع -كما يُقال-، وهذا قد يكون عادة طبيعية.

ولكن يبدو من مضمون سؤالك أن هذا الأمر قد تجاوز الأمر الطبيعي، وأصبح يُؤثّر عليك بشكل أو آخر، يُؤثّر على علاقتك بالله تعالى، وعلى صلاتك، وعلى دراستك.

لذلك -بُنيتي- أنصحك ألَّا تُطيلي وجودك في هذه الحالة، وأن تأخذي موعدًا مع عيادة الطبيب النفسي، ليقوم بفحص الحالة النفسية، ومعرفة مبررات أو أسباب هذه الهلوسات السمعية، ومن ثم يضع التشخيص المناسب، وبالتالي العلاج المطلوب.

أطمئنك أن علاج مثل هذه الحالات قد أصبح مُيسّراً ومتوفراً في هذه الأيام، عن طريق أحد الأدوية المضادة لحالات الذهان، وهناك عدة تشخيصات نفسية يمكن أن تُفسّر هذه الهلوسات السمعية، لذلك أدعوك ألّّا تتأخري في أخذ موعدٍ، وبالتالي معرفة حقيقة ما يجري.

الأمر الآخر الذي ربما هو متوفر لك: أن بعض المدارس فيها أخصائية نفسية، فيمكن أيضًا أن تتحدثي إليها وتستشيريها، وبالتالي ستنصحك بما هو مطلوب.

أدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية، وأن يحفظك، ويُعينك على دراستك وعلى حياتك المستقبلية، لتدرسي الطب، وتكوني طبيبة موفقة ناجحة في بلدك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً