الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخجل الزائد وقلق الإنصراف

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
نشكر القائمين على الشبكة الإسلامية عامة، وعلى منتدى الاستشارات، خاصة على جهودهم، ونسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم.

مشكلتي هي: الخجل الزائد وثقل اللسان، وأنزعج عندما أخرج مع الأصدقاء، وإذا خرجت معهم فأنا دائم صامت، أتكلم بكلمات محدودة، مع أني أريد الكلام معهم والضحك معهم والتأقلم معهم، وإذا كنت سعيداً ومرحا فلأتفه الأسباب يتقلب المزاج، مثلاً: أتصل بي شخص قد يكون أحد الأقرباء، وأتفه من ذلك رنة الهاتف أظن أن وراءها أمراً غير سار، وإذا لم تكن المكالمة لي أرتاح، وأكره الاتصال حتى بأصحابي لا أتصل حتى بأعز أصدقائي إلا في النادر، والاتصال عندي لأمر ضروري.

أقاربي زيارتي لهم قليلة مع أنهم يرحبون بي، وإذا مررت في الشارع ورأيت شخصاً أعرفه أتجاهله وأغير الطريق، وإذا ذهبت إلى شخص لأسلم عليه، وكان عنده شخص آخر ربما أعرفه أغير رأي، فالثقة في نفسي مهزوزة، فمثلاً إذا قال لي: أغلقت الجهاز أقول: أذهب وأتأكد، ولا تكون لدي إجابة!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التفاصيل التي وردت في رسالتك تدل على أنك تُعاني من نوع معين من القلق قد يطلق عليه قلق الانصراف، ولم يصل الأمر بفضل الله تعالى إلى درجة الرهاب أو الخوف الاجتماعي، وربما تكون شخصيتك قلقة وحساسة بعض الشيء، ونصيحتي لك هي:

1- يجب أن لا تقلل من قيمة نفسك، وأن تنظر لمقدراتك وسماتك الشخصية بصورةٍ أكثر إيجابية.

2- من الضروري أن تلجأ لوسائل الاختلاط والتفاعل الجماعي، مثل ممارسة كرة القدم، وحضور حلقات التلاوة .. الخ، فمثل هذه النشاطات تزيد من تفاعل الإنسان مع الآخرين بصورةٍ لا شعورية.

3- حين تكون ذاهباً لتخرج مع الأصدقاء، يجب أن تحضر مسبقاً بعض المواضيع حتى وإن كانت حول قضايا عامة، ثم تبدأ في طرح هذه المواضيع -أي أن توفر المعلومة مسبقاً يجعل الإنسان أكثر مقدرة وإقداماً لمناقشة وحوار الآخرين-.

4- سيكون من المفيد لك -بإذن الله- لو تناولت أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق والمحسنة للمزاج، ومن هذه الأدوية العقار الذي يُعرف باسم موتيفال (Motival) وجرعة البداية هي حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى حبة صباحاً ومساء لمدة شهرين، ثم تخفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة شهر.

أنا على ثقةٍ تامة إن شاء الله أنك باتباعك الإرشادات السابقة مع تناول الدواء سوف تجد أنك قد تحسنت كثيراً.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً