الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المضايقات التي يتعرض لها الشاب من زملائه وإمكانية التخلص منها بعد الالتزام وتغيير ملامح الشخصية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

بصراحة أنا أواجه مشاكل من نوع فريد، وأجهل الأسباب، هل هي من ضعف شخصيتي، أم من خجلي، أم من ارتباكي من نفسي، أم من عدم الاكتراث لكلام والدي؟

مشكلتي هي أن كثيراً من زملائي يضايقونني كثيراً، وفي كل الأحيان، وبطرق عديدة وأهمها هي الألقاب، أطلقوا علي ألقاباً كثيرة، يحرجونني بين التلاميذ، ويستخدمون معي سلاح القوة، ولا أعرف ماذا أفعل.

أما عن سلوكي، فكنت لا أكترث من ناحية الدين، لم أكن أصلي بانتظام، وأتجاهل كلام والدي في الصلاة، وكنت أفعل الكثير والكثير من الآثام، أما الآن وبفضل الله سبحانه وتعالى فأنا منتظم في صلواتي جميعها، وأخذت أقرأ الأذكار الصباحية والمسائية.

أما عن سؤالي الأهم فهو: هل السبب في كل هذا هو تجاهلي لنصائح والدي؟ ماذا أفعل تجاه التلاميذ المضايقين لي؟ ماذا أفعل لأستغفر مما فعلته في السابق؟ ماذا أفعل لأكسب رضا الله ومن ثم رضا والدي؟

أرجو إفادتي، وشكراً جزيلاً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنسأل الله العظيم أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبك.

فلن تواجه مشاكل بعد التزامك بالصلاة وعودتك إلى طريق النجاة، فاجتهد في إكمال هذه الخيرات بزيادة البر للآباء والأمهات، واعلم أن عقوق الوالدين من الذنوب التي يعاقب عليها الإنسان في الدنيا والآخرة، فأحسن إلى أمك وبر أباك، وتوكل على ربك واعلم أنه سبحانه يجيب من لجأ إليه ودعاه.

أما بالنسبة لما سبق من الذنوب فتب فيها لعلام الغيوب، وأبشر فاإنه يفرح بتوة عبده ويستر له العيوب، وأرجو أن تعلم أنه ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، وأن التوبة من أسلحة النصر والخير، فعليك بتكرار التوبة والاستغفار، فإن الأشرار يتسلطون علينا بذنوبنا، قال تعالى: ((وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ))[الشورى:30]، وينصرفون عنا بطاعتنا لربنا واستعانتنا به، ونحن ننصحك بما يلي:

1- اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.

2- إظهار الجدية والحزم.

3- رفع الأمر إلى والدك والخيار من معلميك.

4- عدم الاكتراث والاهتمام بما تسمع حتى يكف الأشرار عن النباح.

5- إظهار توبتك ورجوعك إلى الله.

6- تجنب مواطن السفهاء.

7- البحث عن أصدقاء أخيار.

8- عدم التأخر في المدرسة وتجنب المجيء قبل موعد الدارسة.

9- دافع عن نفسك واعلم بأن السفهاء ضعفاء.

10- تخلص من الخجل وتمسك بخلق الحياء الذي يبعدك عن كل ما يعاب لأجله الإنسان.

11- لا تظهر لهم الضعف والارتباك والضيق فإن ذلك يشجعهم على الاستمرار في إيذائك .

12- انفرد بمن يخطئ عليك وذكره بالله وبين له حرمة التنابز بالألقاب، واسأله عن سبب إساءته لك، فإنك إذا عرفت السبب ذهب العجب.

13- لابد أن تعرف أن الشباب في هذه المرحلة يحبون الإزعاج للآخرين والظهور بمظهر المشاغبين، ورغم أنه لا يفعل ذلك إلا المنهزمين في أنفسهم والذين يحاولون تعويض النقص الذي يشعرون به بفعل أي شيء حتى ولو كان خطأ.

ونحن نحذرك من تجاهل نصائح والدك أو التقصير في بره، وأرجو أن تجتهد في نيل رضاه، فإنه طريق إلى رضا الله الذي فيه نجاح الدنيا وفلاح الآخرة.

واجتهد في أن تغير من طريقتك في الحياة، فاعتدل في مشيتك واحتشم في ملبسك، وكن مثل فاروق الأمة رضي الله عنه الذي كان إذا ضرب أوجع وإذا تكلم أسمع وإذا مشى أسرع.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً