الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي تدعي أنني لا أساعدها في حين أنها ترفض مساعدتي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا أمي ترفض مساعدتي لها، كلما أريد أن أساعدها بشيء في البيت ترفضه بكل حزم، وتقول: نعم، الحين صرتِ تريدين تساعدينني؟ (كل مرة نفس السيناريو)، ثم ونحن جالسون مع العائلة تشكو أن لا أحد يساعدها، وأنها لا تقدر أن تعتمد على أحد، وهي بعمرها (حرفيًا بعمرها)، لا أبالغ، هي ما قبلت أن أساعدها بشيء، وأخبرتها وشرحت لها أنها دائماً ترفض مساعدتي، ثم تبين أنها لم ترفض بتاتًا مساعدتي لها، وتجلس تدعو وتشكو!

كرهت تصرفاتها، وعلاقتنا غير جيدة أبدًا، ما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Alaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الرغبة والحرص على برِّ الوالدة ومساعدتها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الوفاء لها وبرّها في حياتها وبعد مماتها.

لا يخفى على أمثالك من الفاضلات أن برّ الوالدين عبادة لله تبارك وتعالى، ولأن البر عبادة لله تعالى وهو الذي يُحاسب ويُجازي عليه فإن الإنسان عليه أن يقوم بواجباته، وبعد ذلك رضي الوالد أو لم يرض، رضيت الوالدة أو لم ترض، اعترفت أو لم تعترف؛ فهذا كلُّه لا يضر الإنسان إذا قام بما عليه.

وعليه: فنحن نطالبك - وهي ترفض - أن تجتهدي في مساعدتها، ولو بغسيل الأواني، ولو بمساعدتها في بعض الأشياء، تقريب الأشياء البعيدة لها، سواء كان في حضورها أو في عدم حضورها، تنظيف المنزل، ترتيب المكان... يعني الأشياء التي يمكن أن تساعدي فيها، حتى وهي نائمة تستطيعين أن تُرتّبي بعض الأشياء التي فيها نوع من المساعدة.

ولا تتأثري بالكلام الذي تقوله، فبعض الأمهات هكذا، ربما لا تعترف ببرِّ أبنائها وبناتها، لكن الذي يُريحنا هو أن البرّ عبادة لله تبارك وتعالى؛ ولذلك بعد آيات البر جاء قول الله: {ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوّابين غفورًا} قال العلماء: هذا فيه تعزيةٌ لمن يقوم بما عليه من البر من الأبناء والبنات، ولا يعترف الوالد ولا تعترف الوالدة بهذا البرِّ.

فاستمري في الحرص على مساعدتها، والقيام بواجباتك تجاهها، وكونوا إلى جوارها، وساعديها بكل ألوان المساعدة الممكنة، لأن الهدف هو أن تُساعديها وأن تكونوا إلى جوارها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينها على تفهُّم هذا الوضع، وأعتقد أن استمرارك على البر ومحاولات الإحسان -إن شاء الله- سيوصلك إلى مرحلة تقتنع فيها وتتيح لك فرصة مساعدتها، وأرجو أيضًا أن تتحملي ما يحصل؛ لأن الصبر على الوالدة هذا بابٌ من البر، وإذا لم يصبر الإنسان على والدته الكبيرة وعلى والده، فعلى مَن سيكون الصبر؟!

أنت على خير، ولكن استمري في الدعاء، واستمري في المحاولات، واصبري على الوالدة، وتذكري أن البر عبادة لله تبارك وتعالى، أكثري من الدعاء لنفسك وللوالدة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً