الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض الخاطب لكونه لا يصلي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة والحمد لله ملتزمة، وكنت مخطوبة لإنسان جميل الطباع، ولكن لا يصلي على الإطلاق، فصليت صلاه استخارة ودعوت الله أن يهديه، ولو به خير يسهل في أمرنا، ولكني كنت كارهة له بسبب عدم التدين.

حيث قررت الابتعاد عنه بعد نصيحته مليون مرة في التدين وبوجود الله، حتى أنه في إحدى المناقشات، قلت له: أن يدعو الله لفك الكربة التي كان يمر بها، ورد علي: أن الله يقف مع الكفرة بدون دعاء! عندها قررت أن أبتعد عنه نهائيا، حيث أنني فقدت الأمل، فهل أنا بذلك ظالمة له؟ أرجو إفادتي، علماً بأنها المرة الثانية لي في الخطوبة، ويخاطبني الناس بأنني بذلك أفقد الأمل في الزواج؛ لأن أي شاب لا يرضى بالزواج من فتاة قد خطبت مرة واحدة، فما بالك بمرتين.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضك به، وأن يلهمك السداد والرشاد.

فإنه لا خير في رجل لا يصلي، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وشكراً لك على حرصك على دينك، ولن يضيع الله فتاة تختار رضاه، وتبتعد عن كل من عصاه.

ولا عبرة بعدد المرات، فإن الأمر بيد من له الأرضين السبع ومن فيهن، والسموات السبع ومن فيهن، فسبحان من يجلب الخير ويصرف النكبات.

وأرجو أن تعلمي أنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده، وأن كل شيء بقضاء وقدر، وليس في رفضك له أي ظلم، بل هو الظالم لنفسه بعصيانه لله، وإذا سمع الأخيار برفضك فإنهم سوف يسارعون لخطبتك، فلا تحزني ولا تهتمي بكلام الناس، فإن رضاهم غاية لا تدرك، والعاقلة تطلب رضوان الله، وإذا رضي الله العظيم عن الإنسان ألقى له القبول في الأرض، فأصلحي ما بينك وبين الله، ليصلح الله لك ما بينك وبين الناس، واعلمي أنه سبحانه يدافع عن المؤمنين ويحب المحسنين وهو سبحانه مع المتقين ويتولى الصالحين فكوني من هؤلاء المذكورين وأبشري وأملي ما يسرك ونحن ننصحك بما يلي :-

1- كثرة اللجوء إلى من يجيب من دعاه .

2- الحرص على بر الوالدين وصلة الأرحام ومساعدة الأيتام .

3- قطع العلاقة بذلك الشرير، والكف عن سيرته وذكره في المجالس.

4- إظهار النوايا الحسنة، وإعلان الرغبة في أهل الصلاح والتقوى .

5- الاستعانة بالله والتوكل عليه.

واعلمي أن كلام الناس لا ينتهي ورضاهم غاية لا تدرك، فاجعلي همك رضوان الله، واعلمي أن الخزائن بيد الله، وأن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته.

ونسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح والعمل الصالح.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً