الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية نصح الأب الذي يشرب الدخان؟

السؤال

أنا لا أدخن لكن أبي يدخن بكثرة لا يستطيع أن يتركها، فهي تسبب له كثيراً من الأمراض، وقد أجرى كثيراً من العمليات، وقد أزال القولون، وأنا أخجل من مواجهته، هو دكتور ومتدين، فماذا أفعل؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdelrahman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإنسان إذا عجز عن إبلاغ النصح فإن واجبه أن يخبر من يتمكن من النصح والتغيير، ولا شك أن لوالدك إخوان يحترمهم وأصدقاء يقدرهم فيمكنك أن تطلب منهم القيام بنصحه وتحذيره من مخاطر الاستمرار في شرب الدخان، الذي يتسبب في قتل النفس وإتلافها، والله بتارك وتعالى نهى عن ذلك فقال: (( وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ))[النساء:29] وفي الدخان تضييع للأموال، والله تبارك وتعالى : (( لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ))[الأنعام:141]، فكيف إذا كان المدخن يتلف المال والصحة معا، بل ويلحق الضرر البالغ بأسرته وأولاده وجلسائه، ففي شرب الدخان ضرر وضرار، والشريعة نهت عن ذلك.

وقد قرر نحواً من خمسين طبيب أمريكي قبل سنوات أن الدخان نوع من المخدرات، وطالبوا الجهات الأمنية بمطارده المدخنين، وأثبتوا أن ستة سجاير إذا شربها الإنسان متتالية دون فصل بينها يمكن أن تؤدي إلى وفاته، ولكن أصحاب الأموال والمصالح التجارية أوقفوا تلك التوصيات، فكيف إذا عرفنا أن بلداً غريباً كافأ شركة سجائر لصنعها سجائر من نوع خاص تزيد فيه نسبة السموم عشرين ضعفاً عن تلك الأنواع المستخدمة في البلد الغربي، وتم تصدير تلك السموم إلى بلاد عربية وإسلامية، ولست أدري متى سندرك أننا أمة تجارب في طعامها وشرابها ودائها، وليتنا نتعاون لنوفر احتياجات أمتنا الإسلامية.

ولا أظن أنه يخفى على أمثال هذا الوالد الأعداد الكبيرة التي يتسبب شرب الدخان في وفاتها، والأمراض الفتاكة التي يجلبها، والله تبارك وتعالى نهى عن التهلكة فقال تعالى: (( وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ))[البقرة:195].

وأرجو أن تشعروا الوالد بحاجتكم إليه، وبحرصكم على صحته، ونتمنى أن يساعدك على ذلك والدتك وأسرتك، وأرجو أن تحاولوا وضع فتاوى العلماء عن السجائر في متناول يده، فإن حرمتها لا تخفى، ورسولنا بعث في الناس (( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ))[الأعراف:157] ولم يقل أحد من المدخنين فضلاً عن غيرهم: (إن السجائر من الطيبات) ولا يملك العلماء إلا أن يقولوا بحرمتها بعد أن ظهر ضررها على النفس والمال والمجتمع .

ونحن نتمنى أن يستفيد الوالد من الصوم الذي يترك فيه الإنسان طعامه والشراب فيتمادى في ترك الدخان، وقد يتعب لبعض الوقت، ولكن الأمر سوف يهون عليه بتوفيق الله، ثم بقوة إرادته وعزيمته، وليس الأمر مستحيلاً فقد تاب الكثيرون.

ونسأل الله أن يلهم الجميع الرشد والصواب، وأن يكتب لك الأجر والثواب، وأن يرزقك بر والديك، وينجيك يوم الحساب.

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً