الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر جمال الفتاة في حصولها على عمل

السؤال

أنا فتاة أعاني من أنني لست جميلة، لذا يتم رفضي في جميع الوظائف التي أتقدم لها، حتى أنني أصبحت أخشى السؤال عن وظيفة، أو التعامل مع الناس خوفاً من الإحراج، لم أعد أستطيع التواصل مع الناس.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح لك الصدور، وأن يلقي محبتك في قلوب عباده.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فاسمحي لي أن أسألك أسئلة عدة: لماذا جعلت سبب رفضك هو كونك غير جميلة؟ هل كل الموظفات والعاملات جميلات أو ملكات جمال أو حتى مقبولات؟ قطعاً لا، فكم من مديرات أو طبيبات أو مدرسات ليس لديهن أدنى قدر من الجمال، ورغم ذلك هن متميزات ويعملن في مراكز مرموقة، ولم يسبب هذا الأمر أي شعور لديهن بالنقص أو الضعف.

نعم أنا معك قد يكون هذا مطلوباً إذا كنت ستعملين ممثلة أو عارضة أزياء أو مذيعة أو شيء من هذا القبيل، أما مجرد العمل العادي فلا أعتقد أن السبب المباشر والأساسي في رفضك هو عدم الجمال، ولذلك لا أيريدك أن تقفي عند هذه النقطة وتصابي بأي نوع من اليأس أو القنوط، وإنما تأكدي أن لديك صفات رائعة حباك الله بها يمكنك استغلالها والتركيز عليها وإظهارها وهي موجودة فيك فعلاً.

فلا تجعلي هذا الموضوع هو سبب الرفض، وإنما أريدك أن تعلمي أولاً وقبل كل شيء أن كل شيء بقدر الله له، وأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، وأن كل شيء عنده بأجل مسمى، وأن الله جعل لكل شيء وقت محدد سوف يقضي فيه، وما عليك إلا الأخذ بالأسباب ومواصلة البحث عن العمل المناسب، مع الدعاء والإلحاح على الله أن يقدر لك الخير حيثما كان وأن يرزقك الله به، وثقي وتأكدي أن الله على كل شيء قدير، وأنه ليس بمقدور أي إنسان أياً كان أن يغير قضاء الله أبداً.

واعلمي أختي أميرة أنك لست أقل من غيرك فلقد حباك الله نعماً كثيرة لا تعد ولا تحصى فلمَ تركزي فقط على الجمال ونسيت بقية النعم والتي على رأسها نعمة الدين والعقل والصحة والعافية والأمن وغير ذلك من النعم الكثيرة، هل يمكن لأحد أن يشتري نعمة الصحة أو البصر أو السمع ولو بملء الأرض ذهباً أو نعمة العقل ؟

إن لديك نعماً كثيرة تستحق أن تحمدي الله عليها حمداً كثيراً، ولا تنظري لهذه النعمة على أنها مفتاح السعادة، فكم من ملكات جمال يتمنون عُشر ما أنت عليه، فتوكلي على الله وواصلي البحث عن العمل الشرعي المناسب وتأكدي من فرج الله القريب وعليك بالصبر والمثابرة والدعاء .

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً